عنوان الفتوى : وسائل دفع ضيق الصدر وكآبة النفس
أنا عمري34سنة متزوجة لمدة 11سنة، وحياتي الزوجية أحسها تعيسة، نفس الحياة تتكرر ونفس المشاكل، حتى توصلت إلى الانتحار، أعيش مع أهل زوجي وليس لي أولاد بسبب زوجي، والآن أحس أني دخلت حالة اكتئاب فعرضت نفسي على طبيب لمدة 4 أشهر، والرقية مدة عام، لكن نفس الشيء، وأصبحت لا آكل، فنقص وزني مما عرضني لخطر التهاب بالمعدة ...فزوجي ثقيل في كل شيء كأنني غير موجودة بالنسبة إليه حتى في العلا قة الجنسية، طلب الطبيب أن نتواصل فيما بيننا ونخرج عن الحياة التعيسة، رغم أني أعلم أن زوجي يحبني ويتألم لحالتي ، أرجو مساعدتي، رغم أني أنا و زوجي نواظب على طاعة الله. أرجوكم ساعدوني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمؤمن لا ييأس أبدا، مهما أصابه من بلاء، قال تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87}.
فعليك أيتها الأخت الفاضلة أن تحذري من كيد الشيطان وأن يلقي في قلبك اليأس، وعليك بالمحافظة على الرقى والأذكار المشروعة.
واجتهدي في تحصيل الأسباب التي تحميك من ضيق الصدر وكآبة النفس، وتحقق لك انشراح الصدر وطمأنينة القلب، ومن هذه الأسباب:
- الإيمان بالله عز وجل، والتعرف على أسمائه وصفاته، والتوكل عليه والإنابة، وتفويض الأمور إليه، والتفكر في نعمه، والرضا بقدره، واليقين بأن قدره كله رحمة وحكمة، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، والإخلاص لله في كل أمر، وجعل الهم هما واحدا وهو مرضاة الله حتى لا يتفرق القلب ويتشتت الفكر.
- كثرة الدعاء والذكر وخاصة تلاوة القرآن، وتدبر معانيه بالقلب، فالقرآن شفاء، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. {يونس:57}
- المحافظة على الصلوات في أوقاتها وخاصة صلاة الصبح والاشتغال بالذكر بعدها.
- الإحسان إلى الناس بكل طريق مشروع، بالحلم وكظم الغيظ، ولين الكلام، وطلاقة الوجه، وإطعام الطعام، وإعانة المحتاج، وإغاثة الملهوف، والدعوة إلى الخير، والصدقة بكل أنواعها لها أثر كبير في انشراح الصدر وصلاح القلب.
- الشجاعة والصراحة والشفافية، والبعد عن الخداع والغش والكذب.
- العلم النافع، والثقافة المفيدة.
- الترويح عن النفس بالأمور المباحة.
هذا واعلمي أن مجرد التفكير في الانتحار أمر خطير، جد خطير، ويدل على أن الإنسان لا يعي ماذا تعنيه تلك الجريمة وما يترتب عليها من خسارة الدنيا والآخرة والشقاء الذي لا ينقطع، فاحذري من ذلك أشد الحذر.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 54026.
والله أعلم.