عنوان الفتوى : المشاركة في مسابقة جَمال الخيل... رؤية شرعية.
1-ما حكم المشاركة في مسابقة جمال الخيل ؟ أتعتبر من الترف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإنسان المسلم مسؤول عن وقته وماله، ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ وذكر منها: عن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟"
ولا شك أن مسابقة جمال الخيل فيها تضييع للأوقات والأموال، بل إن الأموال التي يأخذها الفائزون منها أموال محرمة، لأن الشرع إنما أباح أخذ العوض في المسابقات في ثلاثة أشياء هي:المسابقة بالخيل والإبل والرمي، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل" رواه أبو داود والترمذي والنسائي. واختلف أهل العلم في إلحاق غيرها بها مما فيه نفس المعنى من إعلاء الدين كالمصارعة، والعدو على الأقدام، والعدو على الحمير والبغال، ومسابقات القرآن والعلوم الشرعية ونحوها.
أما مسابقة جمال الخيل فليس فيها شيء من هذا المعنى.
وبالجملة فإننا نقول للمتسابقين في جمال الخيل: اتقوا الله، واجعلوا مسابقاتكم في عدو الخيل لا في جمالها، لتخرجوا من الحرام، وتستفيدوا من الخيل فيما يعود بالنفع على الأمة ودينها، فإن الله يقول: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)[الأنفال:60]
والله أعلم.