عنوان الفتوى : أجر كظم الغيظ
السادة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد شاركت صديق عمري منذ 25 سنة على تجارة وذلك في عام 97م ودفعت ثلثي رأس المال والثلث له واختلفنا وطلبت الانسحاب بعد ثمانية سنوات من العمل لم أسأله عن أي ربح أو قرش واحد وأسافر لعملي في السعودية وأعود في الإجازة بدون المحاسبة ولكن عندما انفصلنا أخذ نصف المحل ونقل الملكية باسمه وأعطاني من نصف المبلغ والباقي لحين ميسرة وفي الحقيقة قلت له لقد دعوت عليك في الحرم اذا وفيتني حقي الله يبارك لك في المحل وأولادك ومالك وإذا لم توفيني حقي الله لا يبارك لك في مالك وأولادك وفي الحقيقة صدمت في صداقة العمر والمادة التي تغير النفس وكلما تذكرته أدعو عليه في صلاتى وفي تلاوة القرآن بشكل لم يحدث لي من قبل أن دعوت على أحد بتلك الصورة وأفكر في الانتقام وأرجع وأحتسبه عند الله وأقول حسبي الله ونعم الوكيل
أرجو الراحة من هذا الدعاء المؤلم والحمد لله لم يؤثر على المال بقدر ما أثرت في صداقة 25 سنة
وجزاكم الله خيراً
عادل محروس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الدين الإسلامي دين يدعو إلى الخير ويرغب في ترك الشر، وجعل الله الأجر العظيم لكظم الغيظ والعفو عن الناس وجعل هذا من درجات المحسنين ، وهذا لا يقوى عليه إلا ذوو الإيمان العالي الذين يبغون أجر المحسنين في الآخرة .
وأنت قد فجعت في صداقتك أكثر مما فجعت بمالك، وهكذا شأن الأحرار لا يهتمون بالمال ولكن يجرحهم عن طريق غش الآخرين لهم، ولهذا فأنصحك بالنظر إلى ما عند الله والصبر على ما أصابك لأن الله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، و الأسلم والأوفق أن تنظر إلى ما عند الله ، والله يقول : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم”
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ” وقد قال بعض السلف: ما يفيدك أن يعذب الله أحداً لأجلك؟ مع ما يفوتك من أجر العفو، لو عفوت. وهذا ليس بالأمر الهين على النفس ولكن وصفه الله في سورة الشورى بقوله : {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وقال أيضا: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
يقول أ.د أحمد امحرزي العلوي أستاذ الشريعة الاسلامية ـ بجامعة محمد الخامس-الرباط :
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”. لا شك أن الإنسان يطمع في محبة الله، ومحبة الله تعالى لا تدانيها أية محبة، وفي سبيلها يتعرض المسلم لأبشع المواقف، ومعلوم أن الله تعالى يجازي الصابرين بجزاء لا نعلم مداه لقوله تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ” فافهم ذلك واعمل به أفضل.
والله أعلم .