عنوان الفتوى : الأفضل الجمع بين طلب العلم والتدريس والقيام بأعمال المنزل

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

لقد قمت بالتسجيل في أحد المعاهد الشرعية وهذه المعاهد دون دوام أي تكون الدراسة بالمنزل وبعدها نتقدم للاختبار، وهناك بعض المواد كالخطابة لا تخلو مما أحتار بأمره كمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهل الاحتفال به جائز أم لا؟ وإن كان غير جائز فأنا آخذ العلم الغير صحيح؟ فبشكل عام أعيش بمجتمع فيه من الطرق الكثيرة وأنا أريد ما يرضى به الله، فبرأيك فضيلة الشيخ هل أتابع الدراسة بتلك الكتب مع عدم راحتي لدراستها ويأتيني شعور بأنني لا أتلقى العلم الصحيح ولم أنشدّ لتلك المواد فهل ذلك لقلة همتي ؟ وبالفعل لم أستطع تنظيم وقتي فالآن أنا أدرّس وأساعد أهلي بأعمال المنزل طبعا كأي فتاة...فوقتي كله يضيع وأيضا أحفّظ الأطفال شيئا من كتاب الله وسنة رسوله ودائما أشعر بالتقصير وأقول من أجل الشهادة الجامعية كنت أدرس وأجتهد ولكن يا شيخ الله يعلم بأن وقت الجامعة ووقت الامتحانات كان الجو متاحا للدراسة أكثر من الآن. فأخاف من الموت ولم أحضّر عملا صالحا ألاقي به الله تعالى فهل أترك تدريس الأطفال وأنشغل بنفسي وبطلب العلم أم لي ثواب إن أكملت بالصيفية تعليمهم .فأرجوك يا فضيلة الشيخ ارشدني إلى الصواب ؟ وان كان علي ترك هذا المعهد فما الكتب التي تنصحني بدراستها والاطلاع عليها والمتوافرة بسوريا والمفيدة ( فقه -سيرة - تاريخ إسلامي -أحاديث الصحيح والموضوع - كيف أبدأ بحفظ كتاب الله - إعجاز علمي -توحيد - تفسير. لا أعرف ولكنني أسألك بالله أن تساعدني يعني أريد منك برنامجا لأسير عليه حتى أحس بأنني مسلمة والله راض عني وبأنني أعمل شيئا لله تعالى ولرسوله..وبالنسبة لدراستي فأنا خريجة كلية العلوم، وأعمل تقريبا ليس باختصاصي فأعطي دروسا خصوصية وذلك لتجنّب الاختلاط وربما أدرّس بمدرسة ابتدائية. والتجويد لا أعرف المخارج والصفات ولكن أحكام الميم والنون والمدود آتي بها، فأعتقد بأن وضعي أصبح واضحا فأرجوك لا تبخل عليّ بالنصائح فأنا أريد أن أكون ممن يدخلون الجنة دون حساب، وأسأل الله العظيم الكريم الحنّان المنان ذو الجلال والإكرام بأن يدخل من يساعدني جنان عدن ويحشرهم بالفردوس الأعلى مع الحبيب صلى الله عليه وسلم ويرزقهم العفو والعافية وحسن الخاتمة. لا تنساني من الدعاء بالزوج الصالح الكامل التقي النقي والهداية والتقى وحسن الخاتمة أختكم بالله؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية التي تقر بها عينك.

 وأما ما سألت عنه من الاحتفال بالمولد النبوي فقد سبق أن بينا أن الاحتفال به من البدع، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1563، 1888، 6064، 71677.

وبالنسبة للدراسة في المعاهد التي ذكرت فالظاهر أن بمناهجها بعض المخالفات الشرعية، فإن استطعت الرجوع إلى أهل العلم الثقات للوقوف عليها فلا حرج عليك في إكمال تلك الدراسة، فإن من المعلوم أن الدراسة النظامية أقرب لتحصيل العلم بمنهجية وتدرج وانتظام.

وأما ما طلبت من بيان الكتب التي تفيدك في العلوم الشرعية، والمنهج الذي يمكن أن تنتهجيه في الطلب وآداب ذلك وسبيل تحقيقه، فقد تقدم لنا بيان ذلك كله بتفصيله في فتاوى كثيرة، منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23381، 27788، 8563، 32487، 20215، 20885، 21753، 57232. كما سبق بيان أحسن الطرائق في حفظ القرآن وتعلمه، والأمور المساعدة على ذلك، في الفتويين: 47397، 63750.

وعليك أن تجتهدي وتبذلي ما في وسعك للجمع بين طلب العلم والتدريس للأطفال والمشاركة في أعمال المنزل، وهذا يحتاج إلى تنظيم للوقت وترك لأنواع الفضول، واشتغال بمعالي الأمور. فإن تزاحمت المصالح بعد ذلك فينبغي تقديم الأهم، وهذا يختلف بحسب اختلاف الإمكانات والمواهب، وظروف البيئة ومتطلباتها، وعلى كل حال فإن تعسرت متابعة الدراسة في المعهد فيمكن الاستفادة من أشرطة أهل العلم وكتبهم، وكذلك إذا تعسرت المداومة على التدريس طوال العام فلا يحسن تركها بالكلية، ما دامت ممكنة في بعض المواسم والأيام.

ويمكن لمزيد الفائدة مراجعة الفتويين: 28063، 108057.

والله أعلم.