عنوان الفتوى : مسائل في طهارة دائم الحدث
أنا فتاة عندي إفرازات مهبلية، تخرج دائما، وفي مكان عملي لا أستطيع تجديد وضوئي، فهل يصلح أن أصلي بوضوئي قبل الخروج من المنزل؟ وماذا أفعل إذا كنت في المنزل وتطهرت وتوضأت، وعندما كنت في الصلاة شعرت بخروج إفرازات؟ هل علي وزر؟ وهل أستطيع وضع فوطة بين جسدي وملابسي وأصلي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الإفرازات ناقضة للوضوء في قول الأئمة الأربعة. وانظري الفتوى رقم: 32321،
وإذا كانت هذه الإفرازات تتوقف وقتا يمكنك فيه فعل الوضوء والصلاة، فإنه يجب عليك أن تتوضئي وتصلي في الوقت الذي تعلمين أن الحدث يتوقف فيه، وإذا لم يكن هذا ينضبط أو كان لا ينقطع وقتا يتسع لذلك فأنت من المعذورين كالمستحاضة وصاحب السلس تتوضأين بعد دخول الوقت وتصلين الفرض وما شئت من النوافل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أبي حبيش أن تتوضأ لكل صلاة، ولا يضر خروج شيء من هذه الإفرازات حال الصلاة، ما دمت قد توضأت بعد دخول الوقت، كما بينا. فإذا توضأت قبل دخول الوقت، وخرج منك شيء من الإفرازات فقد انتقض وضوءك عند الجمهور، وفي وجه للشافعية أن وضوءك لا ينتقض إذا توضأت قبل دخول الوقت ما دمت لم تصلي الصلاة التي توضأت لها.
قال النووي: في شرح المهذب فيما لو أخرت المستحاضة الصلاة عن أول الوقت بعدما بين أن في المسألة للشافعية أربعة أوجه، وذكر الوجهين الأول والثاني:
والثالث: يجوز التأخير وإن خرج الوقت ولا تبطل طهارتها. قال صاحب الإبانة: ما لم تصل الفريضة، يعني بعد الوقت قال : وهذا قول القفال وشيخه الخضري قياسا على التيمم، ولأن الوقت موسع فلا نضيقه عليها، وخروج الوقت لا يوجب نقض الطهارة، ولأن المبادرة لو وجبت خوفا من كثرة الحدث والنجس لوجب الاقتصار على أركان الصلاة . انتهى. وهذا القول قوي جدا، وفيه تيسير على المكلفين.
إذا علمت هذا فالواجب عليك هو ما ذكرنا من الوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت، فإذا تعذر وتوضأت قبل دخول الوقت رجونا أن يجزئك ذلك كما هو وجه عن الشافعية وهو مذهب المالكية، وأما وضع هذه الفوطة فلا أثر له في عدم إيجاب الوضوء عليك لأن هذه الإفرازات إذا خرجت من الفرج فقد انتقض بها الوضوء عند من يقول بذلك.
والله أعلم.