عنوان الفتوى : الكف عن الذنب وعدم الاستهانة به مهما كان صغيرا
ما حكم المصافحة في الشرع وأيهما أعظم ذنب المصافحة أو الونسة مع خطيبتي...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق الكلام عن حكم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية بالتفصيل والدليل في الفتوى رقم: 1025.
وسبق الكلام عن حدود العلاقة بين الخاطب ومخطوبته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1151، 32171، 18101.
ومن الفتاوى السابقة يتبين لنا أن العلاقة المفتوحة مع المخطوبة ومصافحة الأجنبية كلاهما غير جائز شرعا وهما ذريعة قوية للمفاسد والشرور.
ومع أن المعاصي تنقسم إلى كبائر وصغائر على الراجح من أقوال أهل العلم إلا أن المسلم لا يجوز له أن يتخير بين القبائح والمعاصي بل عليه أن يترك الجميع فإنه لا يدري فرُبّ صغيرة كان فيها هلاكه وعطبه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكته سوداء فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه وهو الران الذي ذكره الله تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا وأججوا نارا فأنضجوا ما فيها. رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني.
وفي صحيح البخاريعن أنس رضي الله عنه قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
وكان هلال بن سعد رحمه الله يقول: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
وقال الفضيل بن عياض: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.
فالواجب عليك أيها السائل هو أن تكف عن جميع المعاصي.
والله أعلم.