عنوان الفتوى : شرح حديث (ألا أنبئكم بخير أعمالكم..)
بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي هو: هل ذكر الله تعالى كثيراً خير من الصدقة وخير من الجهاد في سبيل الله في الأجر، بناء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلام قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند ملككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم بأن تلقو عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربون أعناقكم، قالوا: بلى. قال ذكر الله تعالى؟ وهل كذلك ذكر الله هو خير الأعمال، وأرجو تفسير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت له من الله ترة ومن اضطجع مضجعا ولم يذكر الله فيه كانت له من الله ترة، فما معنى كانت له من الله ترة؟ وشكراً لكم.. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث حديث صحيح فقد أخرجه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني.. وهو يدل على فضل الذكر، وقد ذكر بعض أهل العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الناس بما يصلح لهم، فيخاطب كل صنف بحسب صلاحيته، فيذكر له ما هو أفضل له وأنفع، فقد ذكر في أحاديث أخرى أن الجهاد أفضل الأعمال ويليه الحج، وفي بعضها أن أفضل الأعمال الصلاة ثم بر الوالدين.
قال المناوي في فيض القدير: هذا محمول على أن الذكر كان أفضل للمخاطبين به، ولو خوطب به شجاع باسل حصل به نفع الإسلام في القتال لقيل له الجهاد، أو الغني الذي ينتفع به الفقراء بماله قيل له الصدقة، والقادر على الحج قيل له الحج أو من له أصلان قيل له برهما وبه يحصل التوفيق بين الأخبار... انتهى.
والترة الواردة في الحديث معناها التبعة من الله تعالى.. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية لمعرفة معنى الترة، وللمزيد فيما تقدم: 66444، 37130، 12178، 102104، 116984.
والله أعلم.