عنوان الفتوى : عفو النبي عن كفار مكة يوم الفتح يؤيد عدم انتشار الإسلام بالسيف
ورد في الحديث الشريف: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله". أو كما قال.. وقد هاجمنا بعضهم بالقول: إذا كان هذا الحديث صحيحاً فلم غضبتم من قول بابا الفاتيكان بأن الإسلام انتشر بالسيف، كما ويضيفون أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة قال لأهلها من الكفار "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ولم يأمرهم بقول لا إله إلا الله، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما كون الإسلام لم ينتشر بحد السيف فهذه حقيقة ثابتة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 39284.
وهنالك كثير من الوقائع التي تدل على هذا، وما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة خير شاهد على هذا، والقول بأن الإسلام انتشر بالسيف ما هو إلا دعوى من بعض المغرضين، وإرجاف من بعض المرجفين... والنصوص التي يوردها البعض للتدليل على تلك الدعوى -كالحديث المشار إليه بالسؤال- ينبغي أن تفهم في إطار ما جاء به الإسلام من نصوص إضافة إلى واقع التطبيق في ظل التشريع الإسلامي.
فالإسلام هو الدين الحق الذي جاء لتحقيق السعادة للناس في دنياهم وأخراهم، فالمسلمون يرجون أن يدخل الناس في دين الإسلام لينعموا بنعمته، فيعمل المسلمون على نشره وتعليمه للناس، فمن وقف في طريقهم قاتلوه حتى يسلم أو يستسلم ويدخل في سلطان المسلمين فلا يستطيع أن يحول بين المسلمين وبين تبليغ هذه الرسالة للناس، ولكن المسلمين لا يكرهونه بعد ذلك على الدخول في الإسلام، وقد سبق أن نبهنا على هذا المعنى ببعض فتاوانا فراجع منها الفتوى رقم: 73832.
وأما القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أهل مكة بقول لا إله إلا الله، فهو قول بعيد عن الصحة، فهل أخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأوذي إلا بسبب الدعوة إلى توحيد الله؟! ومع ذلك فإنه لم يكرههم على الدخول في الإسلام طالما أنهم لا يحولون دون تبليغ الرسالة.
والله أعلم.