عنوان الفتوى : هل يقال في الصلاة على المرأة أبدلها زوجا خيرا من زوجها
عند صلاة الجنازة على المرأة هل نقول : أبدلها زوجا خيرا من زوجها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمنصوص في مذهب المالكية والحنابلة في الدعاء للمرأة في الصلاة عليها، عدم قول أبدلها خيرا من زوجها، وعللوا بأن المرأة قد تكون زوجا في الآخرة لزوجها في الدنيا.
قال في التاج والإكليل شرح مختصر خليل: وإن كانت امرأة قلت: اللهم إنها أمتك ثم تتمادى بذكرها على التأنيث غير أنك لا تقول وأبدلها خيرا من زوجها لأنها قد تكون زوجا في الآخرة لزوجها في الدنيا، ونساء الجنة مقصورات على أزواجهن لا يبغين بهم بدلا، والرجل تكون له زوجات كثيرة في الجنة ولا يكون للمرأة أزواج. انتهى.
وقال في كشاف القناع عن متن الإقناع من الحنابلة: ولا يقول: أبدلها زوجا خيرا من زوجها في ظاهر كلامهم.
قاله في الفروع. انتهى.
وأما الشافعية فلا بأس عندهم أن يقال ( أبدلها زوجا خيرا من زوجها )، وذلك أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات، فيراد بإبدالها زوجا خيرا من زوجها أي في صفاته، بأن يكون خيرا من حيث صفاته وأخلاقه.
قال في نهاية المحتاج شرح المنهاج: قوله وزوجا خيرا من زوجه. قضيته أن يقال ذلك وإن كان الميت أنثى. انتهى.
والظاهر أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات قوله تعالى: ألْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ {الطور:21}.
ولخبر الطبراني وغيره: إن نساء أهل الجنة من نساء الدنيا أفضل من الحور العين، ثم رأيت شيخا قال: وقوله أبدله زوجا خيرا من زوجه. من لا زوجة له يصدق بتقديرها له أن لو كانت له، وكذا في الزوجة إذا قيل إنها لزوجها في الدنيا، يراد بإبدالها زوجا خيرا من زوجها ما يعم إبدال الذوات وإبدال الصفات. انتهى..إلى أن قال: قوله يراد بإبدالها: أي بإبدال الزوجة مطلقا لا الزوجة المذكورة.
وقوله: ما يعم إبدال الذات: أي كما إذا قلنا إنها ليست لزوجها في الدنيا، وقوله إبدال الصفات: أي كما إذا قلنا إنها لزوجها في الدنيا. قوله وإبدال الهيئة: أي الصفة. انتهى.
والله أعلم.