عنوان الفتوى : موقف الأولاد من الأب المتهاون في ترك الجمعة
أبي يضيع الجمعات (صلاة الجمعة) مراراً وتكراراً من دون عذر شرعي، نصحناه من غير ما مرة لكنه لا يتقبل ذلك، أسئلتي هي كالتالي: ما حكم ترك الجمعات عمداً (الدليل إن ورد)، كيف يجب أن يكون تعاملنا معه من حيث الأكل والكلام والمجالسة، وفي الختام بماذا تنصحوننا؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فترك الجمعة لغير عذر كبيرة من كبائر الذنوب، وتفويت ثلاث جمعات ورد فيه وعيد شديد حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه. رواه الترمذي. قال ابن العربي: معنى الطبع على قلبه أي ختم على قلبه بمنع إيصال الخير إليه.
وفي الحديث الآخر عند مسلم وغيره يقول النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من ترك الجمعة دون عذر: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. رواه مسلم. فهو إذاً على خطر عظيم يستوجب التوبة إلى الله والإنابة إليه بالإقبال على الطاعات والإكثار من الاستغفار والمحافظة على صلاة الجمعة وغيرها من الصلوات، فعليكم مناصحته بذلك وبيان خطورة ذلك الفعل، ويمكن تسليط بعض الدعاة عليه ومن لهم وجاهة عنده ليتولوا نصحه وموعظته.
ولا حرج في مجالسته والحديث معه، بل لا يجوز هجره ولا الإساءة إليه، لكن ينصح بحكمة وقول هين لين دون تعنيف أو رفع صوت أو جدال، وهذا هو ما ننصحكم به، فأحسنوا إليه، وصاحبوه بالمعروف، واجتهدوا في نصحه وتذكيره بالتي هي أحسن، وادعو الله له بالهداية والتوفيق، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25790، 8572، 16404، 5143.
والله أعلم.