عنوان الفتوى : مارست العادة السرية جاهلة بحكمها
فضيلة الشيخ، أسعد الله أوقاتك بكل خير لا أعلم كيف أبدأ مشكلتي لكن سأختصر كي لا أطيل عليكم، فأنا في وضع صعب وحرج وأشعر باليأس والإحباط والتأنيب ولا لي أحد بعد الله غيرك، أنا فتاة في الـ 20 من عمريعندما كنت في الثامنة عبثت بأعضائي التناسلية لكن من الخارج وشعرت بعدها باللذة والمتعة، كنت أعبث بها أحيانا وأحيانا أنساها مدة طويلة قد تصل إلى 7 أو 8 شهور أو سنة ولا أعلم ما هو هذا الشيء ولماذا هذه المتعة! ولكن بعد البلوغ تطور الأمر إلى أني أشعر بمتعة ورعشة وبعدها بفتور، وأنا مستمرة على هذا الحال في النهار وأحيانا في الليل وأحيانا وأنا صائمة، وأقوم وأتوضأ وأصلي وأمارس حياتي الطبيعية، علماً بأني فتاة مستقيمة والحمد لله محافظة على الفرائض والسنن وفي رمضان أقوم الليل وأختم القرآن عدة مرات وأحافظ على التراويح، إلى أن حدثت الفاجعة، أمس أثناء تصفحي لأحد المواقع الزوجية شد انتباهي عنوان باسم العادة السرية، فتحتة وأخذت بالقراءة بتمعن بعدها اكتشفت، أن ما كنت أقوم به هي العادة السرية المحرمة شرعاً المسببة لكثير من الأمراض وضعف الذاكرة والمبطلة للصلاة والصيام، أول مرة أسمع عن العادة السرية هذه وأنها هي نفسها الجماع الجنسي! لكن الفرق أنها تتم بدون حاجة للطرف الآخر.فعلمت كم كنت جاهلة! والله بعد ما قرأت الموضوع انهرت وبكيت واستغفرت ربي ودعوته في الثلث الأخير من الليل أن يغفر لي, علماً بأني لم أكن قاصدة والله ولم أعلم أن هذا الشيء محرم وأنه يبطل الوضوء ويوجب الغسل, وكنت لا أعلم حتى أن للمرأة منيا! والله أني الآن محبطة ومنهارة وأحس بتأنيب ضمير, على ما كنت أفعله! ولا أعلم الآن ماذا أفعل، علماً بأني أحيانا بعد ممارسة العادة لا ينزل مني شيء أبداً إلا بعد فترة طويلة ممكن 5 ساعات أو أكثر وكنت أعتبرها من الإفرازات الطبيعية التي تصيب كل امرأة! فما هو الحل سماحة الشيخ؟ ماذا أفعل بصلواتي وصيامي السابقين! علماً بأني كنت جاهلة والله ولم أعلم أن اسمها عادة سرية ومنتشرة عند كثير من الشباب والفتيات؟ لكن أتذكر أنه من بداية رمضان هذا مارستها 3 مرات مرتين وصلت فيها للرعشة والفتور ومرة توقفت قبل ذلك؟ فأرجوك فضيلة الشيخ ساعدني أنا منهارة نفسيا ومحطمة ولم أستطع استيعاب أن كل ما كنت أقوم به من تراويح وقيام ليل ذهب هباء منثورا وقد لا يتقبله الله مني لأني لم أكن طاهرة؟!! فأرجوك ساعدني جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة, ووفقكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله أن هداك للحق، وعلمك ما كنت تجهلين، وشكر الله لك حرصك على الخير وتعظيمك لأمر الدين، ونسأله أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، واعلمي أن رحمة الله وسعت كل شيء، وأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين، فلن يذهب سعيك سدى، ولن تضيع طاعتك هباء منثوراً، فقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا {الكهف:30}.
وأما بالنسبة لممارستك هذه العادة الذميمة فلا إثم عليك لأنك كنت تجهلين، وأما بالنسبة للأيام التي فعلت فيها هذا الفعل القبيح في رمضان، وكذا الصلوات التي صليتها فإذا كنت غير متيقنة من خروج المني منك فلا شيء عليك، لا قضاء الصوم ولا قضاء الصلاة، لأن الشك في خروج المني لا يوجب حكماً إذ الأصل عدمه.
وأما إذا تيقنت من خروج المني فقد بينا في الفتوى رقم: 108903 أن من فعل ما يفطر به فلا قضاء عليه إذا كان جاهلاً جهلاً يعذر بمثله، والظاهر أن جهلك بهذا الأمر مما تعذرين به، وقد قال الله عز وجل: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، وقال تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}، وقال الله جوابها (فعلت) أخرجه مسلم. ولو احتطت فقضيت تلك الأيام لكان أحسن.
وأما بالنسبة للصلاة فجمهور العلماء يرون وجوب قضاء الصلاة إن صليت بغير طهارة، سواء بقي وقتها أم لا وهذا القول أحوط، ويرى شيخ الإسلام أن من ترك شرطاً أو ركناً من شروط الصلاة وأركانها جهلاً فلا شيء عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسيء بقضاء ما فات من الصلاة مع جهله بكيفيتها الصحيحة، ولم يأمر المستحاضة بقضاء ما فاتها من صلوات حيث كانت تظن ذك حيضاً في نظائر متعددة، وعلى القول بلزوم القضاء إذا تيقنت أن ما خرج منك مني ولم تغتسلي منه أو مذي ولم تتوضئي منه، فعليك حساب ما فاتك من صلوات، فإن عجزت فتحري واعملي بما يغلب على ظنك، واجتهدي في قضاء تلك الصلوات حسب الطاقة حتى يحصل لك غلبة ظن ببراءة ذمتك، وانظري لذلك الفتوى رقم: 8810.
والله أعلم.