عنوان الفتوى : حكم صيام وعبادة من لا يصلي
هناك من يصوم ويؤدي العبادات، ولكنه لا يصلي فهل يقبل صومه وعبادته؟
الجواب: بسم الله، والحمد لله: الصحيح أن تارك الصلاة عمدًا يكفر بذلك كفرًا أكبر، وبذلك لا يصح صومه ولا بقية عباداته حتى يتوب إلى الله سبحانه؛ لقول الله : وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث.
وذهب جمع من أهل العلم أنه لا يكفر بذلك كفرًا أكبر، ولا يبطل صومه ولا عبادته إذا كان مقرًا بالوجوب ولكنه ترك الصلاة تساهلًا وكسلًا، والصحيح القول الأول، وهو أنه يكفر بتركها كفرًا أكبر إذا كان عامدًا ولو أقر بالوجوب؛ لأدلة كثيرة منها قول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة[1] خرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر[2] خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي ، وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله القول في ذلك في رسالة مستقلة في أحكام الصلاة وتركها، وهي رسالة مفيدة تحسن مراجعتها والاستفادة منها[3].
--------------------
رواه مسلم في (الإيمان) باب إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82. رواه أحمد في (باقي مسند الأنصار) من حديث بريدة الأسلمي برقم 22428، والترمذي في (الإيمان) باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621، وابن ماجه في (إقامة الصلاة) باب ما جاء فيمن ترك الصلاة برقم 1079. نشر في (مجلة الدعوة) العدد 1451 وتاريخ 20/2/1415هـ، وفي كتاب (تحفة الإخوان) لسماحته ص 175، وفي (مجموع الفتاوى) ج10 لسماحته، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 176).