عنوان الفتوى : حكم الدخول إلى مواقع سيئة من أجل التواصل مع الأصدقاء في أشياء مفيدة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

العديد من الأصدقاء يستخدمون موقع إلكتروني يسمى " ... " على الإنترنت ، خاص بالعلاقات ، والتواصل مع الأصدقاء ، ومع العديد من مستخدمي الموقع ، في هذا الموقع قام العديد من المستخدمين ببناء مجموعات خاصة ، يقوم المستخدمون الآخرون بالدخول إليها ، والتواصل مع أفرادها ، بالإضافة إلى العديد من الخدمات الإلكترونية التي يمكن استخدامها ، مثل ألعاب المقامرة ، والقُبَل ، والعناقات الإلكترونية ! بعض المجموعات المضافة تشجع الفساد للرجل ، والمرأة ، مثل مجموعة للرجال الشواذ في بلد معين ، ومجموعة لرقص التعري في مكان آخر ، وللنساء اليائسات اللواتي يبحثن عن صديق ، بالإضافة إلى هذه المجموعات قام العديد من المسلمين بإضافة مجموعات تتعلق بالإسلام والمسلمين ، منها ما يتعلق في الفقه ، وأصول الدين ، والأسرة . السؤال : ما هو الحكم الشرعي لدخول هذا الموقع ، أو أي موقع آخر شبيه ، لغرض استخدام المجموعات الإسلامية ، ومراسلة الأصدقاء ، علماً بأن الداخل للموقع لا بد وأن يتعرض للعديد من المحرمات ، والشبهات .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.


الموقع المشار إليه في السؤال ، ومثله ما يشبهه من المواقع التي تنشر الفساد ، وتذيع الشر ، وتشيع الفحشاء : لا يحل لأحدٍ من المسلمين الدخول عليها ، ولو زعم أنه يريد دعوة أهلها ، أو الإنكار عليهم ؛ لأن المسلم أُمر بالابتعاد عن مواقع الفتنة والفساد ؛ ولأن بريقها وبهرجتها وفتنتها قد لا تواجه قلباً قويّاً ، أو نفساً عفيفة ، فيقع الداخل فيها في فتنة يصعب خروجه منها ، ولا تزال تردنا قضايا لإخوة ملتزمين فُتنوا بالمراسلات المحرمة ، ومشاهدة ما لا يحل لهم مشاهدته من الصور والأفلام المحرَّمة ، فالفتنة لا يكاد يسلم منها أحد ، ومن أراد السلامة لدينه : فليبتعد عن تلك المواقع ، وليعتزل دخولها ، وفضاء الإنترنت يتسع لدعوته ويزيد .
وهناك العديد من المواقع والمنتديات الإسلامية يمكنك من خلالها التواصل مع هؤلاء الأصدقاء ومراسلتهم في الأشياء المفيدة .
وما دمت تذكر أن الداخل إلى هذه المواقع السيئة لابد وأن يتعرض للعديد من المحرمات والفتن ، فلا يجوز الدخول عليه .
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ) . رواه أبو داود ( 4319 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"وكثير من الناس يأتون إلى مواضع الفتن وهم يرون أنهم لن يفتتنوا ؛ ولكن لا يزال بهم الأمر حتى يقعوا في فتنة ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال : (من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فلا يزال به لما معه من الشبه حتى يتبعه) ؛ المهم أن الإنسان لا يعرض نفسه للفتن؛ فكم من إنسان وقع في مواقع الفتن وهو يرى نفسه أنه سيتخلص، ثم لا يتخلص" انتهى .
" تفسير سورة البقرة " ( 3 / 59 ، 60 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 39923 ) ففيه تفصيل مهم لهذه المسألة .

والله أعلم