عنوان الفتوى : المسجد الأكثر جماعة أو العتيق أفضل من غيره
سؤالي: هو هل من الممكن أن يكون لبعض المساجد أفضلية على مساجد أخرى في الدعاء وأنا هنا لا أعني الحرمين, وهل إذا استشعر المرء ارتياحا في مسجد ما وأحس أن دعاءه يستجاب فيه هل هذا أمر صواب أم أنه من الوهم و لا يجوز تفضيل أي مسجد سوى التي ذكرها الرسول صلى الله عليه و سلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلما كانت الصلاة في المسجد أفضل كان الدعاء فيه أفضل كذلك، والمساجد الثلاثة مفضلة على غيرها في الصلاة والدعاء، وكذلك المسجد الأكثر جماعة أفضل من غيره لثبوت ذلك في الحديث الصحيح، ومثله المسجد العتيق عند بعض أهل العلم لأن الطاعة فيه أقدم من غيره.
ففي الفتاوى الكبرى لابن تيمية: وكلما فضل المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء أفضل. انتهى.
وفى الإنصاف للمرداوي الحنبلي: والصحيح من المذهب: أن المسجد العتيق أفضل من الأكثر جماعة. انتهى.
وفى المجموع للنووي الشافعي: فإن كان هناك مساجد فذهابه إلى أكثرها جماعة أفضل للحديث المذكور. انتهى.
وبناء عليه؛ فإن الدعاء يكون أفضل ـ في غير المساجد الثلاثة ـ إذا تعلق الأمر بالمسجد الأكثر جماعة أو العتيق ولا نعلم دليلا على أفضلية الدعاء في غيرهما من المساجد، وكون الإنسان يستشعر استجابة دعائه في مسجد معين ليس بصواب إذ سيكون ذلك تخصيصا له بغير دليل، اللهم إلا أن يكون حاله في هذا المسجد أحسن من حاله في غيره من حيث الإقبال على الله وفي الدعاء لعدم الشواغل أو للتأثر برؤية من يقتدى به من أهل العلم والصلاح وهم في عبادة ونحو ذلك فنعم إذن.
والله أعلم.