عنوان الفتوى : الآثار السيئة لتدخل الأهل في شئون بنتهم المتزوجة
ما هي حدود تدخل أهل الزوجة في حياة ابنتهم فقد والله مسني منهم ضرر شديد أمها وأخواتها وذلك بتخبيب زوجتي علي كلما سافرت, يعلم الله أني أريد المحافظة على بيتي, زوجتي الخير فيها إن شاء الله وأريد أن أحمي أسرتي منهم فقد والله طغوا علينا هي تخاف من أمها, وأعلم يقيناً أنها هي أيضاً تريد المحافظة على بيتها ولكنها تتعرض لضغوطات من أمها وجدتها وأخواتها ونساء سوء هن صويحبات أمها, سؤالي هو هل بإمكاني أخذ صك عليهم بعدم التعرض لنا وعدم التدخل في شؤوننا وما هي نظرة الشرع. أفيدونا مأجورين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حسن عشرة الزوج لزوجته أن يعينها على بر والديها وصلة رحمها، وأن يحسن إلى أهلها، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من بر والديها وصلة أرحامها، لكن أهل الزوجة يجب أن يعلموا أنه بمجرد زواج ابنتهم فقد أصبح لها حياة مستقلة مع زوجها، لا يحق لأحد أن يتدخل فيها، وإذا كان من حقهم أن يتفقدوا حال ابنتهم، فإنه ليس لهم إلا النصح والمشورة بما يحقق مصالح الدين والدنيا ويعين على وجود الألفة بين الزوجين، أما أن ينصّب الأهل أنفسهم أوصياء على الزوجة، يرسمون لها حياتها وفق ما يريدون، متجاهلين بذلك حق زوجها في القوامة، وحق الزوجين في حياة مستقلة، فإن ذلك من مساوئ الطباع ومذموم الأخلاق، وهو يدل على ضعف العقل وقلة العلم ، أما إذا أضيف إلى ذلك إفساد الزوجة على زوجها، فإن ذلك ظلم واضح وفساد ظاهر وإثم مبين، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدا على سيده. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فإذا كان الحال هكذا، فإن من حق الزوج أن يحافظ على زوجته من الإفساد بما يراه مناسباً، فله منعها من زيارتهم إذا تأكد أن فيها مفسدة، بل له أن يمنعهم من زيارتها إذا اقتضت المصلحة، قال المرداوي في ذلك: الصواب في ذلك: إن عرف بقرائن الحال: أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر، فله المنع ، وإلا فلا . انتهى.
أما عن سؤالك بإمكان أخذ صك عليهم بعدم التعرض لكم.. فلا ننصح به لما فيه من إثارة المشاكل والخلافات بينك وبين أهل زوجتك، وإن كان يحق لك أن تفعل هذا إذا لم تجد وسيلة لردعهم عن التدخل في حياتك الزوجية إلا به. والذي نوصيك به أن تحسن عشرة زوجتك، وتعطيها من وقتك وجهدك، لتحصّنها بالإيمان والعلم النافع، وتتعاونا على طاعة الله، وتقوية أواصر المودة بينكما، وعليك أن تجتهد في الحد من العلاقة بينها وبين أهلها إلى القدر الذي يزول به الضرر ولا يكون فيه قطيعة، مع الاستعانة بالله ودعائه.