عنوان الفتوى : حقوق التأليف والابتكار مصونة في الشرع

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

التحقت بمعهد لتدريس اللغة الانجليزية ويبيع هذا المعهد الكتب الدراسية بثمن غال بحثت عن نفس الكتب في المكتبات فلم أجدها لكنني وجدت في النت تحميلا للكتب مجانيا من موقع ألماني مع العلم أن هذا الموقع ليس هو موقع مؤلف الكتاب أو الناشر ولا أعلم هل هذا الموقع أخذ إذنا من المؤلف أو الناشر في التحميل وقد كتب المؤلف البريطاني في أول ورقة من كتابه حقوق الطبع محفوظة فهل يقصد المؤلف حقوق الطبع محفوظة من الاتجار بها أم محفوظة من الاستفادة الشخصية كالنسخ والتحميل؟ هل يجوز لي تحميلها مجانا أم يلزمني الشراء؟ إذا كان الجواب لا يجوز فما الفرق بين من يشتري أي كتاب ثم يعطيه لصديقه ليستفيد منه وبين من عنده أي كتاب ويسمح لصديقه بتصويره في كلا الحالتين حصلت الاستفادة للصديق ثم أليس الشخص له حرية فيما يشتريه يفعل به ما شاء إلا المتاجرة؟ أتمنى أن توضحوا لي الفتوى بالتفصيل لكل أسئلتي. رعاكم الله ويسر أموركم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عبارة: (جميع الحقوق محفوظة) التي توجد على الكتب أو المواقع أو البرامج يقصد بها حق المؤلف أو الموقع أو المبرمج في الاستفادة من الكتاب أو محتويات الموقع أو البرنامج من الناحية المالية والأدبية مما يعني أنه لا يجوز نسخه أو تحميله إلا بإذن صاحبه، ذلك أن الحقوق المعنوية أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية مما يعني أنها مصونة لأصحابها، فلا يجوز الاعتداء عليها بأي شكل من أشكال الاعتداء لقوله صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم.. رواه مسلم.

جاء في قرار صادر عن المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي:

أولا: الاسم التجاري والعلامة التجارية والتأليف والاختراع أو الابتكار هي حقوق خاصة لأصحابها، أصبح لها في العرف المعاصر قيمة مالية معتبرة لتمول الناس لها. وهذه الحقوق يعتد بها شرعاً، فلا يجوز الاعتداء عليها.

ثانيا: حقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعاً، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها. والله أعلم. انتهى.

وبناء على هذا، فلا يجوز لك نسخ تلك البرامج أو المؤلفات للاستخدام الشخصي إلا بإذن أصحابها أو شرائها، ومن باب أولى إذا كنت تريد نسخها للأغراض التجارية، ويجوز لمن اشترى كتابا كتب عليه: (حقوق الطبع محفوظة) أن يعيره للاستفادة منه لا أن يعيره لمن يصوره أو ينسخه للأغراض التجارية، لأن الإعارة تمليك لمنفعة الاستفادة من الكتاب بقراءته والاقتباس منه، وهذه منفعة يملكها من اشترى الكتاب. أما الاستفادة منه بالنسخ منه لأجل انتفاع الآخرين ممن لم يشتروا الكتاب فهذه منفعة لا يملكها من اشترى الكتاب، بل هي من حقوق المؤلف ولو كان لمشتري الكتاب حق نسخ الكتاب لنفع الآخرين لما كان هناك فائدة تذكر من جعل حقوق المؤلف والناشر محفوظة.

وراجع الفتويين: 76506، 61658.

والله أعلم.