عنوان الفتوى : أفضل الدعاء الإلحاح على الله والتضرع إليه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخي العزيز هل في كثرة الدعاء بنفس الشيء حرج أي أن أدعو بكل سجود نفس الدعاء أي الإلحاح فهل في هذا حرج، وأيضا هل عدم الأخذ بالأسباب هو شرط من شروط الدعاء، ومثلا إذا كان الشخص لم يأخذ بالسبب بسبب عمل تطوعي، فهل يجوز الدعاء من غير أخذ بالأسباب، يعني مثلاً أن شخصا يكتب كتابا أو يفعل شيئا تطوعيا ولا يوجد له مصدر رئيسي للرزق أي أن هذا العمل التطوعي أخذ وقته بالكامل، فهل يجوز الدعاء للرزق، علما بأنه لم يأخذ بالأسباب؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كثرة الدعاء وتكراره في كل وقت وعلى كل حال... والإلحاح على الله تعالى مرغب فيه شرعاً وهو من أسباب الإجابة؛ كما جاء في دعاء الذي يمد يديه إلى السماء ويكرر يا رب يا رب... الحديث. رواه مسلم، وجاء عن السلف الصالح: أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز وجل والتضرع إليه، فالدعاء هو العبادة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكما قال سبحانه وتعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يسأل الله يغضب عليه. رواه الترمذي.

وقال عمر رضي الله عنه: إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أفضل العبادة الدعاء، وقرأ: وقال ربكم ادعوني استجب لكم. رواه ابن المنذر والحاكم وصححه..

وليس من شروط الدعاء الأخذ بالأسباب أو وجودها... فيجوز للعبد أن يدعو الله تعالى أن يرزقه ولو لم يأخذ بالأسباب، وإن كان الأخذ بالأسباب مطلوبا شرعاً ومرغوبا طبعاً، كما سبق في الفتوى رقم: 111911.

ولعل عمل المسلم في أعمال الخير والتطوع... من أسباب إجابة دعائه.. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 102721.

والله أعلم.