عنوان الفتوى : حكم تخصيص سجدة من الصلاة بالدعاء لأحد الأموات
فضيلة الشيخ الكريم حفظه الله:بعد وفاة والدتي رحمها الله، ولعلمي أن الدعاء فى السجود أقرب للقبول بإذن الله، أقوم بالدعاء لنفسي من خيري الدنيا والآخرة في كل سجدة وأقوم بالدعاء لوالدتي بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة في السجدة الثانية، وذلك في كل ركعة وفي كل صلاة، فهل ذلك من البدع، وهل من طريقة تجبر ما فات من صلوات أمي نتيجة المرض والعجز؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم والدتك ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته هي وسائر أموات المسلمين، ثم إنه ما من شك في أن الدعاء من أفضل ما ينتفع به الأموات، ولا سيما إن كان من الأبناء الصالحين لآبائهم وأمهاتهم، كما أن السجود من أرجى أوقات الإجابة، لذا فإنه يجوز للأخ السائل أن يدعو في سجوده لنفسه بصلاح الحال وتيسير الرزق الحلال، ونحو ذلك مما هو مباح، ولا حرج عليه في ذلك ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يعتدي في الدعاء، كما يجوز له أن يدعو لوالدته بالمغفرة والرحمة في جميع السجدات، ويجوز أن يقتصر على الدعاء لها في سجدة في بعض الأحيان والأمر في ذلك واسع، لكن لا ينبغي تخصيص سجدة واحدة لا يدعو لها إلا فيها، وقد كره بعض أهل العلم المواظبة على دعاء خاص لا يدعو الداعي بغيره، وانظر الفتوى رقم: 99061، والفتوى رقم: 77191.
وما فات أمك من الصلوات بسبب المرض والعجز فإن كان ذلك في حال غياب وعيها فلا شيء عليها لعدم تكليفها في ذلك الوقت، وأما ما كان في حالة وعي منها فكان الواجب عليها أن تصلي كل صلاة في وقتها على الهيئة التي تستطيع أو تقضي ما لم تصله في وقته، أما الآن وقد توفاها الله تعالى فلا يشرع لك القيام بقضاء ذلك عنها، ولكن عليك أن تكثر من الدعاء والاستغفار لها والتصدق عنها.
والله أعلم.