عنوان الفتوى : مزايا الموت بداء البطن

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

توفي أخي منذ أسبوع واشتد عليه المرض منذ حوالي ثلاثة شهور، وآخر شهرين كان في المستشفى بعد إجراء جراحة كبيرة جدا كانت نتيجتها استئصال الأمعاء الدقيقة الكامل نتيجة وجود أورام خبيثة بها وأدى ذلك إلى وفاته بعد فتح بطنه مرتين لإجراء العمليه وأثرت العصارة المعدية التي كانت تخرج من أمعائه على باقي أعضاء جسمه، وكان يتألم ألما شديدا جدا ومتواصلا ويصاب بالقيء وحرم من الطعام والشراب آخر شهر تماما وكان مؤمنا شاكرا لله على كل شيء، حتى أنه قال لي أنه لو يستطيع السجود لله وهو على حالته هذه لسجد شكرا لله، وأنه نوى عند خروجه من المستشفى أن يذهب للعمرة وكان يدعونا إلى الصلاة ويحمد الله دائما على كل شيء وعلى حالته، وقد تعذب عذابا شديدا من مرضه وكان صالحا ويذبح لله ويصوم ويصلي ويصل الرحم دائما، وكان كل من عرفه يحبه حتى أنه عند وفاته شكر فيه كل الناس وعلى أخلاقه وعلى معاملته للناس جميعا، فهل يعتبر مبطونا ويحسب على الشهداء بسبب مرضه أم لا؟ وهل يقيه الله من عذاب القبر؟ ولي سؤال آخر أن العديد من الأشخاص حلموا به بعد موته وهو حي بعد الموت، ومن حلم به حيا مرة أخرى ليتزوج وهو في عرسه ومن حلم به يقول إنه شفي من مرضه، فما تفسيرك لهذه الأحلام؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله الرحمة لأخيك وأن يرزقكم الصبر وحسن العزاء، وما ذكره السائل من تعرض أخيه للبلاء الشديد قبل موته فلعل هذا مما يرفع درجته عند الله، ويرجى له أن ينال أجر الشهادة، فقد ثبت عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ. رواه البخاري ومسلم.

وقد ذكر بعض العلماء أن المبطون هو من مات بأي داء في بطنه مطلقا، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه للحديث السابق: وَأَمَّا (الْمَبْطُون) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن، وَهُوَ الْإِسْهَال. قَالَ الْقَاضِي: وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِهِ الِاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا. اهـ.

وقد ثبت في السنة أيضا أن الموت بداء البطن من أسباب الوقاية من عذاب القبر، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ مَاتَ بِبَطْنِهِ فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ. فَقَالَ الْآخَرُ: بَلَى. رواه الإمام أحمد، والترمذي وحسنه، والنسائي، وصححه الألباني.

والرؤى التي رئيت لأخيك نحسبها إن شاء الله من المبشرات، فإنها مع ما سبق من ابتلائه وثباته ثم موته بداء بطنه من الأمور التي يرجى معها أن يكون صاحبها ممن قال الله فيهم: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  {يونس: 62-64}، فقد سأل رجل أَبَا الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

 وينبغي أن نعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة ألا يشهد لمعين بجنة ولا نار إلا من عينه الوحي وشهد له بذلك، وأما غيرهم فنرجو لهم الجنة ولا نقطع لأحد بعينه بذلك.

 والله أعلم.