عنوان الفتوى : الحكمة من معرفة ترتيب نزول القرآن
ما الحكمة من معرفة ترتيب نزول القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معرفة ترتيب نزول القرآن الكريم من أجل العلوم وأنفعها ، نقل الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابورى فى كتاب التنبيه على فضل علوم القرآن قوله: من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته، وترتيب ما نزل بمكة ابتداء ووسطا وانتهاء، وترتيب ما نزل بالمدينة كذلك، ثم ما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي، وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة، ثم ما يشبه نزول المكي في المدني، وما يشبه نزل المدني في المكي، ثم ما نزل بالجحفة، وما نزل ببيت المقدس، وما نزل بالطائف، وما نزل بالحديبية، ثم ما نزل ليلا وما نزل نهارا، وما نزل مشيعا وما نزل مفردا، ثم الآيات المدنيات في السور المكية، والآيات المكية في السور المدنية، ثم ما حمل من مكة إلى المدينة، وما حمل من المدينة إلى مكة، وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة، ثم ما نزل مجملا، وما نزل مفسرا، وما نزل مرموزا ثم ما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدنى هذه خمسة وعشرون وجها من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى. اهـ.
فقوله في آخر كلامه: (لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى ) يفيد ثمرة معرفة هذا العلم وهو أنه يستعان به في فهم معاني القرآن على الوجه الصحيح ، ومن ذلك أن يتبين به ناسخه من منسوخه ، لأن معرفة الناسخ من المنسوخ يعتمد على معرفة المتقدم في النزول من المتأخر ، قال الآمدي في الأحكام وهو يبين طرق معرفة الناسخ والمنسوخ : فإما أن يعلم تأخر أحدهما عن الآخر أو اقترانهما أو لا يعلم شيء من ذلك فإن علم تأخر أحدهما عن الآخر فهو ناسخ والمتقدم منسوخ اهـ.
والله أعلم.