عنوان الفتوى : حكم رفض الأم زواج بنتها من غير عربي وارتكب محرمات حال كفره
أنا شابة أعيش في الغرب وقد أردت المساعدة من ناس كثر ولكن لم أعرف إذا كانوا يدلوني بشكل صحيح أم خطأ مشكلتي هي أنني تعرفت على شاب غربي، ولكن قد أقبل على الإسلام ونريد أن نتزوج، ولكن هناك أشياء كثيرة تقف في وجهنا.. الأول هي لأنني أريده أن يدرس دراسات عليا لكي نعيش سعداء بغير حاجة إلى المال وقد قبل ذلك ويعمل كل جهده على ذلك، ولكن الأهم هو أنني وقعت في مشاكل كبيرة مع أهلي لأنهم لا يريدونه بما أنه ليس عربيا وأنه قد عمل ما هو حرام عندما كان كافراً ولا يعرف أشياء كثيرة عن الإسلام بعد، فقد ابتعدت عنه عدة مرات لأجلهم ولكن نحب بعضنا كثيراً ولا ندري كيف يمكننا تجاوز كل هذه العقبات، غضبت أمي كثيراً عندما أدركت أنني ما زلت على علاقة معه وأرادت أن أرجع إلى بلدي العربي وأن أبتعد عنها وعنه فهي الآن لم تعد تثق في لا بل وكرهتني.. المشاكل تتزايد يوما بعد يوم لا أريد أن أفعل كالشابات اللواتي هربن من بيوتهن لأجل ذلك، ولكن أريد حلا يرضيني ويرضي أهلي سأذهب إلى بلدي العربي وأنا قد تعودت على بلدي الغربي الذي نشأت فيه ولكن ما زلت على صلة معه وقد أقول الحقيقة لأهلي بعد بضعة أشهر أي الزواج منه إذا نجح في دراسته، ولكن لا أدري ماذا ستكون ردة فعلهم، أنا وأمي مختلفتان كثيراً حتى أنها ضربتني وحرمتني من أشياء كثيرة ولا أتصور أنها حلول للمشاكل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك أولاً على كمال عقلك وحرصك على عدم التشبه بمن يهربن من بيوتهن من الفتيات، واعلمي أولاً أن إقامة مثل هذه العلاقات العاطفية لا تجوز، فيجب عليك المبادرة إلى قطع هذه العلاقة مع هذا الشاب فوراً، وأما أمر زواجك منه فينبغي أن تتريثي فيه، ولا ينبغي لك أن تجعلي مجرد العواطف دافعاً لك للإصرار على الزواج من هذا الشاب، فكثيرات ممن كانت مثل هذه العلاقات العاطفية سبباً في زواجهن كان مصير هذا الزواج الفشل، ولذا ينبغي أن يكون اعتراض أهلك محل اعتبار، إذ أنهم في الغالب يكونون أبعد نظراً، وأشفق على أولادهم، بل الأصل أنه يجب عليك طاعة أمك في عدم الزواج من هذا الشاب.
هذا ولم يتضح لنا معنى قولك أقبل على الإسلام، فإن كان القصد أنه أسلم وحسن إسلامه حتى صار صاحب دين وخلق، وتبين لك أنه أهل لأن يكون لك زوجاً فيمكنك أن تحاولي إقناع أمك بالموافقة على زواجه منك، فإن وافقت فالحمد لله، وإلا فتجب عليك طاعتها كما ذكرنا سابقاً، وهذا ما لم يتبين أنه ليس لها مبرر معتبر في رفضها هذا الزواج، فإن تبين أنه ليس لها مبرر معتبر شرعاً فيمكنك حينئذ الزواج ولو من غير رضاها، ولكن لا يجوز لك الزواج إلا بإذن وليك، فإذا رفض وليك تزويجك ولم يكن له مبرر شرعي للرفض، فيمكنك رفع الأمر إلى أحد المراكز الإسلامية ليتولوا تزويجك.
وننبه إلى أن مجرد كون هذا الشاب ليس عربياً أو أنه ارتكب بعض المحرمات حال كفره ليس مبرراً شرعاً لرفضه والامتناع من تزويجه.
والله أعلم.