عنوان الفتوى : الخمر والكحول والخل المتخذ من الخمر وغيره
تابعت الفتاوى الخاصة بحكم الخل وأصله، وأنا مقيم حديثا بفرنسا ويوجد هنا نوعان من الخل، خل من الكحول وخل من الخمر! فهل هناك فارق بين الكحول والخمر، وما هي طبيعة الخل الذي كان يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد سمعت من أحد الأشخاص أنه صلى الله عليه وسلم كان يضع فيه ما يطهره؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في الصحيحين عن عائشة: كل مسكر خمر وكل خمر حرام. وفي البخاري: الخمر ما خامر العقل. من حديث ابن عمر وهو في مسلم كذلك، فهذا ضابط شرعي شامل لأنواع الخمر مهما اختلفت أصولها أو أسماؤها والكحول مسكر فهو خمر ولا فرق.
والخل المتخذ من الخمر هو ما تخلل بنفسه بدون تخليل مصطنع، لما جاء في حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ خلا، فقال: لا.
وهذا مذهب الجمهور من الشافعية والحنابلة ورواية للمالكية، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 20249.
أما الخل الذي كان يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صاحب تحفة الأحوذي: وأما حديث نعم الإدام الخل فالمراد بالخل الخل الذي لم يتخذ من الخمر جمعاً بين الأحاديث. وكلامه يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ الخل لا من الخمر.
أما حديث خير خلكم خل خمركم. فرواه البيهقي في المعرفة عن جابر مرفوعاً، وقال رواه المغيرة بن زياد وليس بالقوي وعلى احتمال صحته فأهل الحجاز يسمون خل العنب خل الخمر. انتهى.
أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع في الخل ما يطهره فهذا لا نعلمه ولا نقله أهل الحديث والفقه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الوارد في حديث أنس السابق النهي عن التخليل حتى نهى عن تخليله لليتامى مع حاجتهم لبيعه والنهي عن إتلاف مال اليتيم، فلو كان ثم إذن فيه لأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم لليتامى فيدل على حرمة تخليل الخمر أو تطهيره.
والله أعلم.