عنوان الفتوى : قلة الراتب هل تبيح للعامل أخذ المال بغير إذن

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

في هذا الصيف الماضي كنت أعمل في سبير انترنت و اتصالات اعني تكسيفون و كنت أعمل كل الأسبوع وليس لي هنالك أي يوم للإجازة و أبدأ منذ الساعة العاشرة و نصف إلى الحادية عشرة ليلا كل يوم و كان المكلف بي يعطيني فقط 600 اورو شهريا و هذا قليل جدا لأنه ذهب في الصيف إلى بلده و ترك لي كل مفاتيح السيبر و التصرف في كل ما يتعلق بالسيبر و لكن المشكلة أنني رأيته فقط مرة عندما قال لي إنه سيعطي لي ذلك المبلغ شهريا و لم نكن تكلمنا عن الوقت أو يوم الإجازة وكل الأمور التي تركها لي و سافر إلى بلاده و كنت أعمل بكل جهدي رغم كل هذا و كنت اجلس فقط صباح يوم الجمعة إلى أن أعود من صلاة الجمعة وهذا عندما طلبت منه عبر التلفون و المشكلة الأخرى أنه لم يتصل بي إلا مرتين في الشهر و كان يعمل عنده أيضا زوج أخت امرأته و لكن كانوا في خصام دائما و كذلك هو ظن أن قريبه سوف يساعدني في بعض الأوقات و يأخذ مكاني في بعض الأوقات و هذا لم يحدث بالفعل بل أنا الذي كنت أبقي في السيبر كل النهار و قريبه كان يأخد في بعض الأحيان المال في المتجر بدون سؤالي الخ و في كل هذا المناخ كان بعض الناس يقولون لي إن مدير المتجر غشني في إعطائي فقط تلك الأجرة لأنها صغيرة و أنا افعل الكثير و هنالك عائلتي التي قالت لي و ضغطت علي أن أخد كل يوم 2 اورو من المتجر و هذا مبلغ صغير و كنت أفعل بالفعل رغم أنني لم أرد لأنني لم أرد أن أخون الذي أجارني عنده و لكن عندما عاد من العطلة أعطيته المال الذي ربحته في الشهرين و اندهش و فوجىء لأنه أول مرة يحصل على مبلغ كالذي أعطيته وشكرني كثيرا وطلب مني أن اعمل مكان زوج أخت امرأته لأنه يظن أنه يسرق منه و يغشه و لكن رفضت لأنني لا أريد المشاكل. و لم أطلب منه الزيادة أو شيئا آخر عندما عاد لأنني كنت أستحيي منه لأنه إنسان جيد ولكن لو قلت له أن يزيد لو زاد و لكن المشكلة أنه سافر قبل أن نتكلم في يوم الإجازة و في الأعمال التي أقوم بها كما أنني بدأت العمل مند العشرين من شهر يونيو إلى 30 من شهر غشت و أعطاني فقط مبلغ شهرين و أنا سامحته في تلك الأيام التي عملتها بدون مقابل ومن جهة أخرى قالت لي فتاة كانت عملت عندهم في العام الماضي في الصيف مثلي إنهم أعطوها مبلغا أكثر مما يعطونني و كان لها يوم إجازة و كانت لا تعمل من العاشرة و النصف إلى الحادية عشرة بل تنتهي في الثامنة و كذلك أعطوها حقوقها القانونية أما أنا فلا وكذلك كانت لا تعمل كل الأعمال التي أعملها ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

 ما ذكرته من حالك مع ذلك الرجل ليس فيه ما يبيح لك أخذ شيء من ماله دون رضاه، والواجب الآن هو أن تتوب إلى الله من جميع ذلك، وترد ما أخذته. ولك أن تستبقي ما لك عليه من الحقوق إن كان لك حقوق عليه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن من تعاقد مع غيره على أجر معين ووقت محدد للعمل فليس له الإخلال بشيء من ذلك؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}  وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المسلمون على شروطهم، إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا" رواه الترمذي وغيره.

فما ذكرته من أنك كنت تعمل كل الأسبوع، وأنه ليس لك أي يوم للإجازة، وتبدأ من الساعة العاشرة والنصف إلى الحادية عشرة ليلا كل يوم... وأن الراتب كان فقط 600 أورو شهريا... وما ذكرته عن قريبه، وغير ذلك مما فصلته تفصيلا... ليس في شيء منه ما يبيح لك أن تأخذ من مال ذلك الرجل شيئا دون رضا منه، قل ذلك الشيء أو كثر.

وما كان ينبغي لك أن تستجيب لضغط عائلتك في هذا الشأن؛ لما يتضمنه من السرقة وخيانة الأمانة.

وعليه، فالواجب أن تتوب إلى الله مما فعلته، وترد إلى الرجل ما أخذته من المال دون علمه. ولك أن ترده بأية طريقة ناسبت عندك، أو تطلب منه مسامحتك.

وإذا كان قد نقصك شيئا من حقك المتعاقد عليه أو بقي لك عنده حقوق قانونية، مما تعارف الناس عليه فمن حقك أن تستبقي قدر حقوقك عند إرجاع المال الذي ألزمناك إرجاعه.

والله أعلم.