عنوان الفتوى : هل يتزوج فتاة قبلها وهي أجنبية عنه
تعرفت على فتاة من الحي وتعمل معي أعجبت بها منذ الأول وهي طيبة ومتدينة أحببنا بعضا وقع أن عانت من مرض وطلبت مني أن أصبر معها حتى تشفى وهو مرض واضح للعيان وذلك خوفا من ردة فعل عائلتي وأتقدم لخطبتها وكان ذلك لكن إلى إن صرت أكره كل شيء ففي لحظة ضعف قبلتها ولكننا ندمنا وتبنا بصدق صرت أكره الحديث معها وأكره كل شيء لا أدري ما علي فعله هل أتقدم لخطبتها أم أتركها تتصل بي يوميا وأجيبها ببرودة ثم أندم في داخلي أصرخ في وجهها وأغلق الهاتف في وجهها وهي كعادتها تجيب بهدوء تبكي دما وتتألم على تغيري اتجاهها بعدما وعدتها بالزواج وقالت لي إن الله وكيلي إذا خدعتها وقد يحدث نفس الشيء لبنات عائلتي أنا تائه وقد قلت لها أن ما يبدأ بالحرام لا يباركه الله أنا تائه الله غفور رحيم ولكن ما أفعل خائف أن أظلم هذه الفتاة معي فقد كانت تطيعني وتسمع كلامي وتحترمني كثيراً رغم قساوتي معها أحيانا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان يجوز لك التعرف بهذه الطريقة على هذه الفتاة وربط علاقة معها، وهي أجنبية عنك فالعلاقة بالأجنبية لا تجوز إلا من خلال عقد الزواج الشرعي، فعليك وعليها التوبة إلى الله عز وجل من هذه العلاقة ومما حصل فيها من تجاوزات، واعلم أن الله غفور رحيم ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن الحسنات يذهبن السيئات، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذه؟ قال: لجميع أمتي كلهم.
ولا بأس بأن تتزوج بها إذا كانت متدينة وطيبة كما ذكرت، وما حصل من زلل يغفره الله عز وجل لكما بالتوبة الصادقة، فالتوبة تجب ما قبلها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.