عنوان الفتوى : الخوف والرجاء جناحان لازمان للعبادة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الحمد لله أولاً وآخرًا.... أنا عبد أصلي وأصوم وأعبد الله جل جلاله حسب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني لا أحس بعبادتي خوفاً من العذاب بل طمعأً بأمور الدنيا، فما هو الحل؟ جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

جاهد نفسك على الإخلاص وتأمل في مستقبلك وفي ما ينفعك، وأكثر من دعاء الله تعالى والتضرع إليه والتذلل بين يديه، فإنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن العبادة الصحيحة لا بد فيها من الإخلاص والاتباع، وبهذين الأساسين فسر بعض السلف قول الله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {الكهف:110}، وقوله تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا  {الملك:2}، أي أصوبه وأخلصه، فالعمل الصالح هو ما كان موافقاً للسنة، والخالص من الشرك هو ما قصد به وجه الله تعالى، وهذا يقتضي أن يجمع صاحبه بين الخوف والرجاء، فعدم الخوف من غضب وعقابه والأمن من مكره وعذابه من أكبر الكبائر وأخطر الذنوب، ولهذا قال تعالى: أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}، وجاء في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أكبر الكبائر الشرك بالله واليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله. رواه الطبراني وغيره.

ولهذا فإن عليك أن تتدارك نفسك قبل فوات الأوان وتبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، فإن من يعبد الله تعالى دون رجاء الثواب أو الخوف من العقاب أو لمجرد الطمع بأمور الدنيا على خطر عظيم، يقول الله تعالى: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا {الإسراء:18-19}، ويقول تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ  {الشورى:20}، فهذه الآيات وما أشبهها تقرع القلوب الحية وتحيي القلوب الميتة إذا تفكر أصحابها وتأملوا في مصيرهم وفي هذه الحياة الزائلة وما بعدها.

 نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 13448، والفتوى رقم: 21032.

والله أعلم.