عنوان الفتوى : حقوق العامل إذا فسخ صاحب العمل العقد
شيخي الجليل سؤالي هو: منذ ثلاثة أشهر تم الاستغناء عني في العمل فجأة وبدون سبب يذكر ولكن كل ما في الأمر أن المدير أستغلني لأني معي سيارة للمشاوير الخارجية بالرغم من أني ليس لي أي علاقة بها وأحيانا لا تخص العمل ولكن لسداد جوالاته الشخصية وما إلى ذلك, المهم في ذلك اليوم طلب مني أن أذهب إلى محكمة تجارية وغرفة تجارية لكي أعيد حق صديقه ضمانة تجارية وعندما أعتذرت وقلت له لا أستطيع بحكم أني إمرأة ولا يصح دخولي مثل هذه الأماكن جن جنونه وعلى طول فصلني من عملي وطلب من ابنه أن يخلي عهدتي فرديت عليه وقلت له: جزاك الله خيراً, ولكن داخلي أتألم بعد أن فنيت نفسي معهم يستغنون عني بهذه الطريقة, فاتصل ابن المدير بي كي يأتي بنفس اليوم يستلم العهدة ولكني قلت له ليس الموضوع بهذه السهولة وخاصة أني ماسكة لهم الحسابات وعندي دفاتر شيكات وختم الشركة وكذلك بعض النقود فطلبت منه أن يأتي في اليوم الثاني وأسلمه العهدة كاملة ورحت بيتي وأنا في حالة ما يعلمها إلا الله ولكن عزائي الوحيد قول حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير فأنا متحملة مسؤولية أمي العجوز وبناتي الأيتام ولكن حاشى لله أن يضيعني رب العالمين المهم رحت في اليوم التالي ورتبت أموري كاملة وسلمت عهدتي لابن المدير وكنا في عشرة من الشهر فعندها قال لي ابن المدير بأني سأستلم فقط 10.000 ريال يمني من أصل 30.000 وهو راتبي الأساسي أي فقط حق 10أيام وعندها تأثرت وقلت له لماذا، أقلها كتعويض يجب أن يعطي لي راتب شهر كامل بحكم أن الاستغناء جاء من طرفكم ودون سابق إنذار ولكن المدير رفض رفضاً شديداً, وللعلم أنا من الملتزمين وقريبة جداً من ربي وأحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن كل ما يغضب ربي ولكن في ذلك اليوم ولقهري الشديد من تصرفهم معي وسوس لي الشيطان والعياذ بالله أن آخذ مبلغا لا أتذكر بالضبط كم هو ولكنه ما بين 6000 إلى 8000 ريال يمني وهو مبلغ زهيد جداً كان عندي عهدة لكي أشتري فيه قرطاسية للمكتب فأخذته دون علمهم وعملت فيه سندا المهم أنا عارفة أن تصرفي ذلك لا يجوز وأنا ندمت أني عملت هكذا بالرغم من أني أعيش على الحلال دوما ولكن قهري منهم عماني وللآن لي ثلاثة أشهر بدون عمل قدمت في كذا مكان ولكن للأسف لم أتوفق إلى الآن وأدعو ربي في الليل والنهار بالتوفيق ولكن للأسف دعوتي لم تستجب بعد بالرغم من أني دائما كنت أدعو ربي ويستجيب لي لكن الآن أشعر أن ربي غضبان علي لأخذي تلك الفلوس بدون وجه حق، فماذا أعمل فأنا أستغفر دوما وفي كل لحظة وحين ولكن لم تفرج علي بعد فماذا أعمل فأفيدوني أفادكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم والله والله لم يكن قصدي إغضاب ربي ولكن وسوس لي الشيطان لعنة الله عليه فما أفعل وطبعاً لا أستطيع أن أرد المبلغ الذي أخذته من الشركة لأني خرجت منها تماماً فماذا أفعل دلوني دلكم الله على كل خير وأنا منتظرة ردكم بفارغ الصبر؟ ودمتم بخير وعافية.
خلاصة الفتوى:
الإجارة من العقود اللازمة، وإذا أبى المستأجر استيفاء المنفعة من الأجير بدون سبب منه لزمه دفع أجرة المدة المتعاقد عليها كاملاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العلاقة بينك وبين الشركة التي كنت تعملين فيها علاقة إجارة خاصة، والإجارة من العقود اللازمة التي لا يملك أحد طرفيها فسخها إلا برضى الطرف الثاني، أو انتهاء مدتها.
وعليه؛ فإذا كان مدير الشركة فصلك في أثناء مدة العقد بدون سبب منك فيلزمه دفع راتبك إلى يوم انتهاء عقدك، جاء في الإنصاف: والإجارة عقد لازم من الطرفين ليس لأحدهما فسخها، وإن بدا له قبل تقضي المدة فعليه الأجرة.. قال في الرعاية: وكذا الخلاف والتفصيل إن أبى الأجير الخاص العمل أو بعضه... أو أبى المستأجر الانتفاع بهم كذلك، ولا مانع من الأجير والمؤجر. انتهى.
وبهذا تعلمين أن لك الحق في مطالبة الشركة براتب المدة الباقية من العقد سواء كان المدة مشاهرة أو معاومة، (أي شهر أو عام)
أما عن المبلغ الذي بحوزتك فينظر فيه فإن كان لك حق عند الشركة حسب ما تقدم تفصيله فيحق لك الاحتفاظ به لأنه حقك ظفرت به، وإن كان لاحق لك عند الشركة فيلزمك ردّ هذا المبلغ إلى الشركة والتوبة إلى الله تعالى، ولا يشترط في الرد أن يكون مباشراً فيمكنك أن ترسليه لهم بحوالة بريدية من مجهول، أو تجعليه في ظرف وتدفعيه إلى من يسلمه لهم على أنه وصله ممن يطالبونه بحق.. أو بأي وسيلة أخرى تضمن إيصال الحق إلى صاحبه ورفع الحرج عنك.
والله أعلم.