عنوان الفتوى : استجابة دعاء الشخص لا يعني أفضليته على غيره
أحببت أسأل كيف الواحد يكون مستجاب الدعاء يعني يوجد ناس يرفعون أيديهم يتقبل الله منهم وأنا أتمنى أن أكون منهم، الحمد الله أصلي الصلوات بأوقاتها وأطيع أهلي وأصل الرحم ( كلهم على قدر المستطاع) وأقرأ القرآن بضع صفحات باليوم وأقرأ أذكار الصباح والمساء إضافه إلى أني أسبح وأستغفر وأصلي على رسولنا الكريم وأكلي حلال والحمد لله، أساعد الناس بقدر المستطاع وأحاول حاليا التطوع في مركز للأيتام لكن المشكلة في ناس مقربين مني أكرهم بسبب أفعالهم معي ما أؤذيهم لكن ما أحبهم وما قدرت أسامحهم مع أني حاولت، فهل توجد أشياء إضافيه أفعلها أو نصيحة تقدمونها لي؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتقبل من الأخت السائلة أعمالها الصالحة، وأن يرزقها الدوام على الاستقامة مع الإخلاص، ثم نقول لها: ينبغي للمؤمن أن يجعل طاعة الله تعالى همه وغايته، فإذا وفق لذلك فقد فاز وسعد في الدنيا والآخرة، سواء عجل له بإجابة الدعاء أم لا، وله أن يسأل الله تعالى أن يجعل دعاءه مستجاباً، وليأخذ بأسباب ذلك مثل: الالتزام بطاعة الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب ما نهى عنه، ومنها طيب المأكل وتحري أوقات الإجابة، فإذا طبق المسلم هذا ودعا الله تعالى فإنه لا يخيب أبداً، فإما أن تعجل له دعوته، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. هذا ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ثم إن الله تعالى قد يتفضل على بعض عباده بأن يجعل دعاءه مستجاباً، ولا يعني ذلك أن غيره ممن ليس كذلك غير مقبول عند الله تعالى، فقد كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مجاب الدعوة مشهوراً بذلك، ومع ذلك فقد كان أبو بكر رضي الله عنه أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشتهر بذلك.
أما فيما يتعلق بكراهية الأشخاص المقربين منك فالذي ننصحك به هو العفو عنهم ومسامحتهم ولو ظلموك، فإن العفو عنهم يفيد أكثر مما يفيدهم. وللمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 11571، والفتوى رقم: 5338.
والله أعلم.