عنوان الفتوى : كيف تتزوج من يمنعها والدها من الزواج
أنا فتاة مسلمة مقيمة منذ ثلاث سنوات بفرنسا, ألم بي مرض في العمود الفقري وقرر الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية وأبي يرفض ذلك بدعوى أنه لا يثق في الأطباء، انتظرت مدة خمس سنوات أملا في أن يغير رأيه لكن بلا فائدة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحق أن حالتي الصحية في تدهور وأبي مصر على تجاهل الأمر رغم ما أعانيه من آلام أدت إلى قصور في وظيفة يدي اليمنى حيث أجد صعوبة في العمل بها لدرجة أنه أصبح من الصعب علي حتى أن أكتب بها... عرض علي أبي الزواج من شاب لا أعرفه فرفضت لأني علمت بأنه ليس على مستوى ديني وخلقي جيد فاقترح أن أتزوج رجلا بعمر أمي فلما رفضت أصبح يضغط علي حتى أنه يهددني... تقدم لخطبتي شاب مسلم من أصل فرنسي وهو مسلم منذ أن بلغ الخامسة عشرة من عمره وهو شاب على خلق ودين استخرنا الله معا في أمر زواجنا ولما تبين أني أرتاح له وأرضاه زوجا لي هو بالمثل ارتاح لأن أكون زوجته أراد أن يطلب يدي من أبي، لكن ما أن علم أبي بأنه فرنسي رفض أن يزوجني به رفضا تاما حتى أنه لم يسأل عن دينه وخلقه أو عن رغبتي في الزواج منه لم يهتم سوى بمعرفة أصل الشاب ورفض مقابلته أو التحدث إليه، الآن وقد رفض فهو يسعى لتزويجي لأي كائن حتى لا أتزوج بمن يرضاه قلبي ثم أنه يسعى ليمنعني من الدراسة بحجة أني أذهب إلى الجامعة للقاء الشاب الذي يريد خطبتي... طلبت رأي بعض الإخوة وقيل لي بأنه يحق لي شرعا أن أزوج نفسي بهذا الشاب على أن ينوب أخي عن أبي بشأن الولي، علما بأن إخوتي وأمي موافقون على الشاب وأنوي إن شاء الله بعد زواجي إجراء العملية الجراحية، أرفع إلى حضرتكم مسألتي وألتمس منكم أن تفتوني في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خير الجزاء كما أسألكم ألا تنسوني من صالح دعائكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للأب عضل ابنته أي منعها من الزواج بالكفء إذا تقدم لها، فإذا كان هذا الشاب المذكور على دين وخلق فلا يجوز للأب رفضه للسبب المذكور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وينبغي إقناع الوالد بتزويج ابنته وعدم عضلها، ويستعان بمن له كلمة ورأي لإقناعه، فإذا لم يفعل ما طلب منه من الاستجابة للكفء، وتكرر منه الرد للأكفاء فيقوم القاضي بتزويجها، وحيث لم يوجد قاض فالمراكز الإسلامية أو جماعة المسلمين تقوم مقامه، مع التنبيه إلى حق الوالد في البر والإحسان، والبدء بنصحه وتذكيره قبل مخالفته، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 9873، والفتوى رقم: 14222.
والله أعلم.