عنوان الفتوى : يبعد مكان عمله عن محل إقامته 100 كيلومترا
السلام عليكم، أعمل في مدينة القاهرة وأسكن في مدينة الفيوم على بعد حوالي 100 كيلومترا وأقصر الصلاة منذ حوالي 3 سنوات وكذلك أجمعها (صلاة الظهر والعصر جمع تقديم، وصلاة المغرب والعشاء جمع تقديم) وذلك في القاهرة وقد طالت هذه المدة وليس لي سكن فى القاهرة (فقط لي مكتب في القاهرة مع مجموعة من الزملاء) وأقوم بالصلاة إماماً في عملي ويكمل المصلون ولكني أتخوف من كوني وقعت في خطأ من الأخطاء الفقهية، هل أستمر في قصر وجمع الصلاة أم علي الإتمام، جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز لك أن تقصر الصلاة في حال مسيرك في الطريق، لأن المسافة التي ذكرت مسافة تقصر فيها الصلاة، وأما في حال إقامتك في البلدة التي سافرت إليها (القاهرة) فإن كانت الإقامة لمدة أقل من أربعة أيام -كما هو واضح من نص السؤال- فلك أن تقصر الصلاة وتجمع، إلا إذا صليت مقتدياً بإمام متمٍ فيجب عليك الإتمام تبعاً له.
وبما أن اقتداء المقيم بالمسافر جائز فلك أن تصلي بمن معك من المقيمين إماماً لهم، لحديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: شهدت الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين، ثم يقول لأهل البلد "صلوا أربعاً فإنا قوم سفر" رواه أبو داود، وحيث جاز لك القصر، جاز لك الجمع تقديماً أو تأخيراً، لكن هذا الجمع إنما يجوز لك أنت، ومن في حكمك من المسافرين، أما جمع المقيمين تبعاً لك فإنه غير جائز، ومن صلى منهم خلفك فإن صلاته الثانية باطلة- إن كان الجمع جمع تقديم- لأنها قد صليت قبل دخول وقتها بلا سبب مبيح لذلك، والله جل وعلا يقول: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) [النساء:103].
أما في حال جمع التأخير فإنهم أيضاً آثمون بسبب تأخير الصلاة الأولى عن وقتها بلا سبب مبيح لذلك، لكن كلتا الصلاتين صحيحة.
والله أعلم.