عنوان الفتوى : الإصلاح بين الأب وابنه هو الحل
عندي أب لا يصلي ولا يعبد الله ولديه خلاف مع أخي الكبير الذي لا أملك غيره في دولة الكويت حيث أنا موجود الآن ، وأنا الأن أقيم مع أبي حيث أخي اضطر لترك البيت من كثرة الخلاف مع أبي من كثرة تدخل أبي بحياة أخي الشخصية مع زوجته، وأبي لا يطيق ذهابي إلى أخي نهائياَ وقال إنه قد يخيرني بينه وبين أخي علما أن أخي أيضا لا يصلي، وأبي يهددنني بأني إن لم أسمع كلامه بالمستقبل سوف يسفرني من الكويت، حيث إن إقامتي عليه، وأنا محتار مع أني طلبت منه أن لا يخيرني بينه وبين أخي لأنهم الاثنان من لحمي ودمي . فمن أرضي : أبي المخطيء أم أخي الذي لا أملك غيره الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب عليك أولاً أن تجتهد في نصح والدك وأخيك بالصلاة، فإن شأنها عظيم، ولا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وينبغي لك أن تهدي لهما الكتب والأشرطة التي تتحدث عن الصلاة، وأن تعظهما وتذكرهما بالله واليوم الآخر.
ويجب عليك أيضاً أن تنصح أخاك ببر والدك، وتخبره أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وأن ما بينه وبين أبيك لا يسوغ له العقوق والقطيعة، ويجب عليك أيضاً أن تنصح والدك بأن يصل أخاك، ولا يقطعه لأن قطيعة الأرحام من الكبائر أيضاً، وحاول أن تكون الوسيط في الصلح بينهما، وتذكر قول الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء:114].
فإن لم يستجيبا لك، فحاول أن توسط غيرك ممن له تأثير عليهما، فإن لم ينفع ذلك، فيجب عليك بر والدك وطاعته في غير معصية، ومواصلة نصحه والدعاء له، ولا يعني هذا أن تقطع أخاك، لأن القطيعة معصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن لك أن تهجره زجراً لا قطيعة إذا رأيت أن ذلك أنفع في رده للصواب، نسأل الله أن يصلح أخاك ووالدك، وأن يصلح ذات بينهما.
والله أعلم.