عنوان الفتوى : العلم والعمل به هما من أعظم وسائل الدعوة
جزاكم الله كل الخير... فضيله الشيخ أرجو منك أن تساعدني فأنا أريد هذا الأمر، ولكن أجهل الطريق إليه وكيف ومن أين أبدأ؟.... أنا جامعية وأحمل شهادة عالية بمقياس الناس اليوم.... ولكني ومنذ فترة بي رغبة كبيرة وأمنية عظيمة أن أنخرط في المجال الدعوي وأكون داعية في سبيل الله، فأنا والحمد لله على قدر من الدين والعلم ببعض أموره.. والبعض من أسرتي وأقاربي وزملائي يعتبروني أحيانا مرجعا لهم في بعض أسئلتهم أو استفساراتهم وذلك لاطلاعي واستماعي وقراءاتي الدينية والبرامج المتعلقة بهذا ليس معنى هذا أن أجيبهم أو أفتي لهم.. معاذ الله أن أتجاوز قدري على شيوخنا الأفاضل ولكني أنقل لهم ما سمعته من أحدكم أو قرأته وعندما لا أعرف أقول لهم هذا... فأنا والحمد لله أخاف الله جداً وأبتغي ما يرضيه... وأنا إذ أعرض عليك أمري هذا أطلب منكم النصح والإرشاد فأنا بجد أود أن أصبح داعية في سبيل الله على علم وتوجيه وأساس حسن وهذا يتطلب الانتساب لمعهد أو كلية لتأسيس ذلك عندي وتعليمي.... وأنا أعيش بلندن ولست أعرف أين أتجه، أتيت إليها منذ فترة وجيزة ورأيت أثناء صلاتي بالمسجد بعض الأخطاء والجهل بأمور الدين البسيطة ممن يقيم هنا خاصه من غير العرب.... وأود نصحهم وإرشادهم بما أعلم... عذراً فضيلة الشيخ للإطالة.... فإذا كنت تعلم بجمعية أو معهد هنا بلندن لتنشئة وتعليم الداعيات أن تدلني عليه.. وإن لم يكن فأرشدني لمكان آخر ولو ببلد غير هذا... لأنني بجد وصدق أفكر في هذا وفي تغيير مجال دراستي وتخصصي لمجال الدعوة لدين الله... تقبلوا مني كل الشكر والدعاء لكم بالرحمة والمغفرة.. وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل الجزاء الحسن.. لا تنسوني من صالح دعائكم، أثابكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها وحرصها على أداء واجب الدعوة وتحصيل ما يتطلبه ذلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدها من نعمه ويعينها على شكره وذكره... ولتعلمي -أختي الكريمة- أن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على كل مستطيع وبكل وسيلة ممكنة مشروعة، فقد قال الله تعالى مخاطباً لنبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}، وقال تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}، ومن أعظم وسائل الدعوة العلم والعمل به ، فلم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيده من شيء غير العلم، فقال تعالى: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا {طه:114}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
والمرأة المسلمة مكلفة بأداء هذا الواجب إلى جانب شقيقها الرجل قال الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71}، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو الاتصال بالمساجد والمراكز الإسلامية السنية هناك والتعاون معها ليرشدوك إلى المعاهد الشرعية والمؤسسات العملية التي يمكن لك أن تستفيدي منها مباشرة أو بالانتساب، ولا ننصحك بما هو خارج أو ما يتطلب السفر لما يترتب على ذلك من محاذير شرعية، كما أن بإمكانك الاتصال بمثيلاتك من الأخوات الصالحات وإقامة دروس دينية معهن... وتكوين بيئة صالحة من محيطكن فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه والله تعالى يقول: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ {القصص:35}، فينبغي أن تركزي جهدك ودعوتك وتعليمك على بنات جنسك فبصلاحهن يصلح المجتمع، نسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 2334، والفتوى رقم: 4412، والفتوى رقم: 4131.
والله أعلم.