عنوان الفتوى : لا يجوز للمراة الغناء إذا تيقنت أو غلب على ظنها سماع الرجال لصوتها مباشرة أو بالتسجيل
نظراً لسوء إقامة الأفراح والمناسبات من اختلاط ومعازف كانت الفكرة بإقامة فرقة نسائية تنشد أناشيد الأفراح على أسس شرعية في جماعة بدون اختلاط، لكن وقعنا في بعض الإشكالات التالية ونرغب لكل مشكلة حلا لأن هذا العمل نسترزق منه وهو الحل الوحيد لإقامة الأفراح، نتساءل عن مدى جواز استعمال الدربوكة وهي من جلد مفتوحة من جانب ومغلقة من جانب.- في بعض الأحيان يكون الفرح في قاعة أفراح مغلقة وكبيرة للنساء فقط ويبقى الرجال خارج القاعة ونظرا لكبر القاعة نستعمل Micro-phone بطريقة يكون فيها Micro-volume منخفض لا يستمع إليه الرجال ولكن في بعض الأحيان بعض أهل العرس يقومون بفتح بعض النوافذ دون علمنا فيمكن أن يستمع الرجال إلى أصواتنا، فهل علينا إثم وما هو الحل البديل؟- يستعمل البعض Camera-video أو الهاتف الجوال بالـ Camera فينتج عن هذا تسجيل الصوت المنفرد أو الجماعي فهل علينا إثم بهذا التسجيل خاصة أننا لا نضمن أنه قد يعطونه لأحد الرجال من النساء غير الملتزمات خاصة أنه في بعض الأحيان وبما أننا في قاعة مغلقة وبدون اختلاط قد تنفرد إحدانا بالغناء بالـmicro (bas volume وما هو الحل البديل؟- نرتدي لباسا موحدا مستورا يتمثل في سروال وتنورة طويلة فهل يجوز ارتداء السروال أمام النساء؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس لدينا علم بما سميته بالدربوكة، لكنه قد عرف أن الأصل في المعازف التحريم، والحكم إذا تقرر فإنه لا يخرج عن أصله إلا بدليل، والدليل قد أحل الدف، فقد أخرج النسائي والترمذي وغيرهما عن محمد بن حاطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح.
والدف ورد تعريفه في الحطاب، حيث جاء فيه: قال الشيخ يوسف بن عمر: الدف هو الغشي من جهة واحدة إذا لم يكن فيه أوتار ولا جرس ويسمى الآن بالبندير. انتهى.
وأنت ذكرت أن الدربوكة من جلد مفتوحة من جانب ومغلقة من جانب، وهذا القدر من وصفها لا يكفي لمعرفة ما إذا كانت هي الدف أم لا، فإن تحققت أنها هي الدف فالأمر واضح، وإن لم تتبيني ذلك فالأحوط تجنبها.
وحول الشق الثاني من السؤال فإنه من المقرر عند أهل العلم تحريم تلذذ الرجال بصوت المرأة، وتحريم استماعه لصوتها بالغناء، وعليه فما ذكرته من أنكم تستعملون Micro-phone وأنه في بعض الأحيان يقوم بعض من في العرس بفتح بعض النوافذ دون علمكن، وفي تلك الحالة يمكن أن يستمع الرجال إلى أصواتكن بالغناء.. نقول: إن الحكم فيما ذكرته هو الجواز إلا إذا غلب على ظنكن أو علمتن أن هناك رجالاً يستمعن لأصواتكن لما في ذلك من تهييج الغرائز وإثارة الشهوات، علماً بأنه يجب منع النساء من فتح النوافذ، لأن ذلك يؤدي غالباً إلى استماع الرجال، ثم حكم تسجيل الصوت المنفرد أو الجماعي يستمد من حكم الصوت نفسه، فإذا كان الصوت المسجل مما يباح استماعه ولم يعلم أو يغلب على الظن أن يستمع إليه من لا يباح له الاستماع إليه فليس في تسجيله من حرج، وإن كان الصوت مما لا يباح أو علم أو غلب على الظن أن يستمع إليه من لا يباح له فإن تسجيله يكون غير مباح، وفي حال عدم الجواز فإن الإثم يكون على مسجل الصوت وعلى صاحبة الصوت إذا قبلت تسجيله، والبديل هو رفض التسجيل.
ولا بأس بارتداء المرأة السروال أمام النساء إذا كان ساتراً لما يجب ستره وكان فضفاضاً لا يحدد تفاصيل الجسم، ولم تخش في لبسه فتنة ولم يكن فيه تشبه بالرجال، ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 60395.
والله أعلم.