عنوان الفتوى : العبرات في سياق الموت

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أرجو إفادتي وجزاكم الله كل الخير... بالنسبة للمتوفى عند طلوع الروح العبرات التي تسيل هل هي من سكرات الموت أم من فرحه لتبشير الملائكة له بالجنة أم من حزنه من معرفه منزلته من النار، فأرجو منكم إفادتي فهو موضوع يؤرقني كثيراً خاصة بعد رؤيتي لميت في سكرات موته ولم أجد منه ما يسوء سوى فيض عبراته، فهل هناك دليل شرعي على نزول هذه العبرات أم أن علمها عند الحي القيوم وشكراً لكم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسكرة الموت لا بد منها لكل نفس، كما قال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ  {الأنبياء:35}، وقال تعالى: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {ق:19}، قال أهل التفسير: والمعنى أنها السكرة التي كتبت بموجب الحكمة وأنها لشدتها توجب زهوق الروح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن للموت سكرات. رواه البخاري.

وقال صاحب روح المعاني: كل نفس تتألم بالموت... لكن ذلك مختلف شدة وضعفا.

كما أنه قد ثبت في الخبر الصحيح أن المرء عند احتضاره يشاهد علامات الخير إذا كان مؤمناً وعلامات الشر إذا كان كافراً، فعن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال فتخرج تسيل كما يسيل القطرة من في السقاء... إلى أن قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله، قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول... الحديث رواه أحمد.

وأما أن تكون العبرات التي تسيل منه دليلاً على شيء من ذلك، فذلك ما ليس لنا إليه دليل وعلمه عند الله.

والله أعلم.