عنوان الفتوى : العدد (سبع) وما ورد في شأنه من حكم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نعلم كما ذكر أن السماوات سبع طوابق ونعلم أن الأرض سبع طوابق وذكر فى القرآن في آياته كلمة سبع وفي الأحاديث ذكر سبع (ما الحكمة)؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فقد تكلم ابن القيم رحمه الله كلاماً لطيفاً في هذا الأمر فقال في زاد المعاد ج4/98:‏ "وأما خاصية السبع فإنها قد وقعت قدراً وشرعاً، فخلق الله عز وجل السموات سبعاً، ‏والأرضين سبعاً، والأيام والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار، وشرع الله سبحانه لعباده ‏الطواف سبعاً، والسعي بين الصفا والمروة سبعاً، ورمي الحجارة سبعاً سبعاً، وتكبيرات ‏العيدين سبعاً في الأولى، وقال: "مروهم بالصلاة لسبع"، "وإذا صار لغلام سبع سنين خير ‏بين أبويه"، في رواية أخرى "أبوه أحق به من أمه"، وفي ثالثة "أمه أحق به"، وأمر النبي ‏صلى الله عليه وسلم في مرضه أن يصب عليه من سبع قرب، وسخر الله الريح على قوم ‏عاد سبع ليال، ودعا النبي أن يعينه الله على قومه بسبع كسبع يوسف، ومثل الله سبحانه ‏ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والسنابل ‏التي رآها صاحب يوسف سبعاً، والسنين التي زرعوها دأباً سبعاً، وتضاعف الصدقة إلى ‏سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعون ألفاً، ‏فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره..... إلخ ".
       وللشيخ عطية محمد سالم رحمه الله كلام نفيس لخص فيه ما قاله صاحب ( العذب الفائض ‏في علم الفرائض) يوضح فيه بجلاء خصوصية العدد سبعة. فقال: "إن الأعداد بعد السبعة ‏مكررة المكرر، وأن نهاية العدد حقيقة هو العدد سبعة، كما يقال الجميع بأن المائة تكرار ‏العشرة والألف تكرار المائة، وهكذا.‏
وبيان ذلك على حد قولهم أن كلاً من الأعداد واحد واثنين وثلاثة، أعداد أولية، أي ‏ليست مركبة من مكرر بناء على أن الواحد ليس داخلاً في العدد وأن ابتداء العدد من ‏اثنين. ثم تأتي الأربعة مجموع الاثنين والثلاثة والستة مجموع الثلاثة مرتين والسبعة مجموع ‏الثلاثة والأربعة.‏
وما فوق السبعة ففيها تكرار المكرر، وتكرار المكرر لانهاية له، فالثمانية تكرار الاثنين أربع مرات، ولو ‏قيل هي مجموع الأربعة مرتين لقيل إن الأربعة نفسها تكرار الاثنين فلا تخرج عن تكرار ‏المكرر، والتسعة تكرار المكرر وهو الثلاثة ثلاث مرات.‏ والعشرة تكرار الاثنين خمس مرات.‏
ولذلك قال ابن القيم: "والسبعة جمعت معاني العدد وخواصه" ، وبناء على ذلك يكون العدد ‏سبعة هو النهاية للعدد وما بعده تكرار المكرر إلى ما فوقه من الأعداد.‏
والله أعلم.‏