عنوان الفتوى : معنى حديث وضع ذنوب المسلمين على كفار أهل الكتاب
نرجو شرح الحديث القدسي الآتي الذي ورد ذكره في كتاب (110 حديث قدسي) ترجمة: سيد مسعود الحسن، راجعه وعلق عليه إبراهيم م قنا نشر دار السلام بالرياض 1996م/1417هـ. الحديث الثامن من ص 19 - 20 يقول: روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المسلمين ينقسمون يوم القيامة إلى 3 أقسام أحده يدخل الجنة بغير حساب والثانية يدخلون الجنة بعد حساب قليل أما الثالثة فيأتون يحملون أوزاراً كثيرة فيسأل الله عنهم الملائكة -وهو أعلم بهم- من هؤلاء؟ فيقولون هؤلاء عبادك المساكين. فيقول خذوا أوزارهم وضعوها على اليهود والنصارى وأبدلوهم حسنات وأدخلوهم الجنة. رواه الحاكم في المستدرك. فما معنى هذا الحديث وما مدى صحته؟.
الحمد لله
الحديث أصله في صحيح مسلم ( 2767 ) من حديث أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي
عليه الصلاة والسلام قال : " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال
الجبال ، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى " . هذا من حيث صحته
.
وأما معناه ، فقال النووي في شرحه : ( ومعنى هذا الحديث ، ما جاء في حديث أبي هريرة : " لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار " ، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلَفَه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره . ومعنى " فكاكك من النار " : أنك كنت مُعَرَّضَا لدخول النار ، وهذا فكاكك لأن الله تعالى قدّر لها عددا يملؤها ، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين . وأما رواية : " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب " : فمعناه : أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويُسقطها عنهم ، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم ، فيدخلهم النار بأعمالهم ، لا بذنوب المسلمين ، ولا بد من هذا التأويل ، لقوله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) . ويحتمل أن يكون المراد : آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنّوها ، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ، ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنّوها ، ومن سنّ سنّة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |