عنوان الفتوى : أقسام الحديث من حيث قائله
السلام عليكم عندي استفسار عن بعض المصطلحات أتمنى أن توضحوها لي : في بعض المحاضرات الصوتية أسمع مثلاً : حديث مرفوع - مقطوع ؟
الحمد لله
لعلماء الحديث تقسيمات عدة للأحاديث ، متنوعة بتنوع اعتبارات التقسيم ، وإحدى تلك
الاعتبارات تقسيم الحديث من حيث قائله ، فيقولون :
يقسم الحديث من حيث قائلُه أو مَن أُسنِدَ إليه إلى أربعة أقسام :
الأول : الحديث القدسي :
هو ما نُقِلَ إلينا عن النبي صلي الله عليه وسلم مع إسناده إياه إلى ربه عز وجل ،
يقول فيه الراوي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ،
ونحو ذلك .
الثاني : الحديث المرفوع :
هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة .
الثالث : الحديث الموقوف :
هو ما أضيف إلى الصحابي من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة : يعني هو القول أو
الفعل الذي يصدر عن الصحابي وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم .
مثاله قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون
بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) رواه البخاري
في "الأدب المفرد" (447) .
قال الخطيب البغدادي :
" الموقوف : ما أسنده الراوي إلى الصحابي ولم يتجاوزه " انتهى .
وزاد الحاكم شرط الاتصال وعدم الانقطاع ، فقال رحمه الله : " أن يروى الحديث إلى
الصحابي ، من غير إرسال ولا إعضال ، فإذا بلغ الصحابي قال : إنه كان يقول كذا وكذا
، وكان يفعل كذا وكذا ، وكان يأمر كذا وكذا " انتهى .
قد يستعمل مصطلح " الوقف " فيما جاء عن غير الصحابة ، لكن مقيداً ، فيقال مثلا : "
هذا حديث وقفه فلان على الزهري ، أو على عطاء ، ونحو ذلك ، وكل منهما من التابعين
أو أتباعهم .
الرابع : الحديث المقطوع :
وهو ما أضيف إلى التابعي من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، أو صفة . ويسمى : ( الأثر )
كذلك .
مثاله : قول مسروق بن الأجدع : ( كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى بالمرء
جهلاً أن يعجب بعلمه ) .
قال ابن الصلاح رحمه الله :
" وجدت التعبير بالمقطوع عن المنقطع غير الموصول في كلام ( الإمام الشافعي ) و (
أبي القاسم الطبراني ) وغيرهما " انتهى .
"مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث" (ص/28) .
ومن الكتب التي تكثر فيها الآثار الموقوفة والمقطوعة : كتاب " المصنف " لابن أبي
شيبة ، وكتاب " المصنف " لعبد الرزاق الصنعاني ، وكتاب " جامع البيان في تأويل آي
القرآن " للإمام الطبري ، وكتب ابن المنذر ، وغيرها كثير .
وللتوسع في تقسيم الأحاديث على اختلاف الاعتبارات يمكن مراجعة : "نخبة الفكر"
للحافظ ابن حجر (ص/21) ، وانظر فوائد أخرى في : "فتح المغيث" للسخاوي (1/108-112) ،
" تحرير علوم الحديث " للدكتور عبد الله الجديع (1/25 فما بعدها) ، " تيسير مصطلح
الحديث " للدكتور محمود الطحان (ص/67) .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |