أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الشعور بالضياع نتيجة ترك الدراسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باختصار كنت أدرس الطب وفشلت، كنت أعشق الدراسة وحصلت على مجموع عالٍ في البكلوريا، ولما دخلت كلية الطب كرهت الدراسة فجأة.
قررت الهروب من واقعي بعد هذا الفشل وسافرت إلى أوروبا، وأنا أعمل في مطعم فيه معاصٍ كثيرة! لا أريد الرجوع ولا أريد الاستمرار في هذا البلد! ماذا أفعل؟ أشعر أن حالي مربّط، ليس لدي القدرة على أخذ القرار، أفكر بنظرة العالم لي قبل التفكير بنفسي.
أوقات أفكر في الانتحار.. حياتي ضائعة .. كنت في بلدي أصلي وأصوم.. وهنا نفسي استباحت كل شيء!
ضعت والله ضعت!!
أرجو الاهتمام برسالتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adl حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لاتخاذ القرار الصائب المناسب الموفق الذي تحفظ به دينك ودنياك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل - من أنك كنت تدرس الطب ثم فشلت، ثم بعد ذلك قررت الهروب من هذا الواقع وسافرت إلى أوروبا وتعمل الآن في مطعم فيه معاص، وأصبحت حياتك الآن صعبة ولا تستريح، ففكرت في الانتحار واستبحت كل شيء وضعت ضياعاً كبيراً، فما هو الحل؟
الحل أقول لك - بارك الله فيك – أنك عالجت الخطأ بخطأ آخر، فبدلاً من أن تفكر أن تحسن وضعك وأن تعيد الدراسة مرة أخرى أو تنتقل إلى كلية أخرى لتحاول فيها خرجت من الجنة إلى النار؛ لأن هذا الوضع الذي أنت فيه قطعاً هو وضع أهل النار، فأنت الآن تارك للصلاة وأنت الآن الصيام لا تصوم واستبحت كل شيء ووقعت في كثير من المعاصي، إذن ما الذي بقي لك؟! ما قيمة الحياة – أخِي عدي – بالنسبة لرجل مسلم كان من الصالحين وأصبح الآن من العصاة المجرمين؟!
هذه الحياة – ولدي – لا تستحق أبداً أن يعيشها الإنسان، ولذلك أتمنى أن تفكر ألف مرة ومرة في العودة إلى بلدك مرة أخرى، لأني لا أرى لك علاجاً حقيقة إلا هذا، عد من حيث أتيت – بارك الله فيك – وابدأ حياتك الدراسية من جديد.
والفشل مرة ليس معناه الفشل في كل مرة، وأنا عندما أفقد الدنيا أفضل مليون مرة من أن أفقد الدين والدنيا معاً.
فأنت الآن - بارك الله فيك – لا حصلت الدنيا وأدركتها ولا حافظت على دينك، فأنت تعمل في عمل متواضع، عمل قد يكون عملاً حقيرا وعملا بسيطا، فأنت لا تعمل في عمل مهم أو عمل كبير أو عمل تقني حتى أقول لك من الممكن أن تنفع الإسلام؛ ولذلك هذا أمر يضيع دينك ويضيع دنياك ويجعلك دائماً – والعياذ بالله – في وضع ذل وهوان، بهذه المنكرات الموجودة فيه، وهذا لا يقبله المسلم بحال من الأحوال أبداً؛ ولذلك أقول إن العلاج الأمثل – جزاك الله خيراً – أن تأخذ القرار القوي الحاسم وأن ترجع إلى بلدك، وأن تبدأ - بارك الله فيك – من جديد.
أنت الآن حصلت على مجموع كبير في الثانوية حتى دخلت كلية الطب، كرهت الدراسة فجأة، فكان من الممكن أن تعالج هذه المسألة، فهنالك احتمال كبير أن هناك من حسدك، حسدك لأنك دخلت كلية الطب، وهذا الحسد هو الذي جعلك تكره الدراسة، يمكن أن يكون هناك من عمل لك سحراً (سحرك) حتى إنك تكره الدراسة، هذا كثير جدّاً، خاصة في كثير من بلاد العالم العربي – مع الأسف الشديد – هذا منتشر.
فأنا أقول – بارك الله فيك – نصيحة والد لولده وأخ كبير لأخيه: عد إلى بلدك بالبقية المتبقية من دينك، حتى لا تفقد دينك بالكلية وحتى لا تموت على الكفر – والعياذ بالله رب العالمين - عُد إلى بلدك واعلم أن جحيمها أفضل من الجنة التي أنت فيها مائة مرة، أنت تعمل في مهنة ليست طيبة، وستظل كذلك الله أعلم إلى متى، وهذه المهنة خاصة عمل في المطاعم يجعلك تتعامل مع سقط المجتمع وتقع في معاصٍ كبيرة حتى تصبح المعاصي هي طبيعتك، كونك الآن أرسلت هذه الرسالة معناه أنه مازال فيك خير، فاخرج من هذه البلاد قبل أن ينعدم هذا الخير بالكلية، عد إلى بلدك وابدأ حياتك هناك، ابدأ الدراسة من جديد، أترك الطب وادرس الهندسة، أدرس أي تخصص آخر من التخصصات الممكنة، واعلم أن الله سيؤيدك، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله أنت ما تترك هذه البلاد الآن من أجل لله إلا يعوضك الله بخير كثير، ومن الممكن أن تدخلها بعد ذلك وأنت تحمل مؤهلا كبيراً تستطيع أن تعمل في عمل محترم وأن تخدم دينك وأن تحافظ على دنياك وتحافظ على عرضك وسمعتك كمسلم، وأن تحافظ على رسالتك، بدلاً من أن تعمل في عمل حقير أو عمل مشين ولا تستطيع أن تخدم دينك ولا أن توفر شيئاً؛ لأن الذي تأتي به يُنفق لأنها دراهم معدودة، عادة الذي يعمل في مثل هذا لا يوفر شيئاً، ويظل في عمل حقير وينظر الناس إليه بالدونية بارك الله فيك – لأن هذه ليست هي أعمال المسلمين الأعزة.
فنصيحتي لك أن ترجع - بارك الله فيك – إلى بلدك وأن تبدأ من هناك، ثم إذا أردت أن تهاجر مرة أخرى فأنت عرفت الطريق وتستطيع أن تهاجر وأنت شخصية متميزة تستطيع أن تحافظ على مقوماتك كمسلم وأن تخدم دينك، وأن ترفع راية الإسلام في تلك البلاد التي خرج منها المسلمون بسبب الانشغال بالدنيا، تعود أنت إليها فاتحاً - بإذن الله تعالى – عمَّا قريب.
أتمنى أن تأخذ برأيي لأنه لا حل لك سوى هذا الحل بارك الله فيك -.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يعينك لاتخاذ القرار المناسب الصائب.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ضيق اليد والحال جعلا أسرتي تعيسة، أرشدوني. | 1044 | الأحد 07-06-2020 03:59 صـ |
صرت مضطراً للسفر بأهلي إلى بلاد غربية، ما الحل؟ | 602 | الاثنين 11-05-2020 06:44 صـ |
حائر في مستقبلي بين الوطن والغربة | 1080 | الخميس 16-04-2020 02:49 صـ |
حائر بين البقاء أعاني وبين العودة والاستقرار في بلدي! | 2631 | الأربعاء 25-09-2019 03:41 صـ |
انتقالنا من بلدنا أثر على نفسية ابني ومستواه الدراسي، فانصحونا! | 713 | الاثنين 16-09-2019 02:50 صـ |