أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي على خلاف مع أمي ومنعني من زيارتهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجي على خلاف شديد مع أمي، ويقول أنها تتدخل في شئون بيته برغم أنني ـ أقسم بالله ـ أنها لم تتدخل في أي رأي سواء له أو لي، وحدث خلاف شديد وإهانة لكلا الطرفين من بعضهما، وتدخل أهل زوجي في الموضوع وبدلاً من حله بما يرضي الله، كبروا المشكلة زيادة ووقفوا إلى جانب ابنهم ولم ينصروا الحق، وحالياً زوجي يمنعني من أن أزور بيت أبي أو أن أودهم ماذا أفعل كي أحل الخلاف بينهم؟

علماً بأن زوجي عنيد لدرجة أنه قال: إذا حدث وفاق بين العائلتين سوف يمنع أمي من دخول بيتي!.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح ما بينك وما بين زوجك، وأن يصلح ما بين زوجك وبين أمك، وأن يصلح ما بين أسرتيكما، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإن هذا الخلاف الذي حدث ليس بجديد – كما تعلمين – فنحن في كثير من بيوتنا تحدث مثل هذه الخلافات؛ لأن بعض الأزواج يظن أن حماته تريد أن تحرك بيته وأن تتحكم فيه وأن تفرض سيطرتها عليه وعلى زوجته، وقد يكون هذا الكلام له بعض القرائن أو بعض الشواهد، فهو عادة لا يأتي من فراغ، وإنما يكون هناك شيء معين هو فهمه بهذه الكيفية، وقد لا يكون الأمر على حقيقته، فقد تكون هذه الحماة تساعد ابنتها على أن تستقر مع زوجها، قد تكون تعلمها كيفية التعامل معه؛ لأنه يستحيل أن توجد أم تحرص على أن تخرب أو تفسد ما بين ابنتها وزوجها أبداً، وإنما كل أم تتمنى لابنتها أن تكون مستقرة، وأن تكون سعيدة وأن تكون متفهمة ومنسجمة مع زوجها، بل تتمنى ذلك لابنتها أكثر مما تتمناه لابنها.

إلا أنه كما ذكرت أحياناً قد تكون الجرعة قد زادت نوعاً ما أو يكون الزوج نفسه حساس نتيجة رسوبيات قديمة عنده، أو خلفيات قديمة، إما أن قرأ عنها أو عاشها أو شاهدها أو سمع بها، فيجعله متحسساً لدور الأم حتى وإن كان دوراً إيجابياً، وهذا هو الذي أراه الآن من خلال موقف زوجك، فأنت تقولين بأنك تقسمين بالله أنها لا تتدخل في أي شيء، ورغم ذلك كان يتحسس منها، وترتب على ذلك حدوث خلاف شديد وإهانة لكلا الطرفين، وأهل الزوج طبعاً وقفوا معه وهذا طبيعي جدّاً أن يسمعوا كلامه وأن يؤيدوه وأن يروا أنه الصواب وأنكم أنتم على الخطأ.

هذا مع الأسف الشديد حال معظم العائلات أن يكون الأهل ينتصرون للطرف الآخر حتى تضيع الحقيقة، ولعل الأسرة قد تدمر بذلك والعياذ بالله.

الآن تقولين: زوجك يمنعك من أن تزوري بيت أبيك أو أن توديهم، فماذا تفعلين لكي تصفين الخلاف؟

أنا أقول: إن أفضل شيء الآن أن تسكتي وتستجيبي لكلام زوجك وأن تتركي المسائل لقدر الله تعالى؛ لأن حل الأمور وهي مازالت ساخنة قد لا يجدي وقد لا يؤدي حقيقة إلى خير كثير، ولذلك أقول: اتركي المسائل مع الأيام سوف تهدأ - بإذن الله تعالى -.

المشكلة الآن مازالت قائمة، أو مازالت قريبة، وأيضاً النار مازالت مشتعلة، فأنت لو تركت الأمر لفترة من الزمن فبإذن الله تعالى سوف ينسى الناس مع طول الزمن؛ لأن الإنسان بطبيعته ينسى، خاصة بأن العلاقة بينك وبين زوجك إذا كانت متميزة فمعاملتك الطيبة معه سوف تضطره إلى أن يعدل من موقفه خاصة إذا فعلاً ثبت له أن أمك لا تتدخل نهائياً في أي شيء.

وأنا أتمنى ألا تذكري شيئاً لا عن أبيك ولا عن أمك ولا عن أهلك أمام زوجك، وكأنه ليس لك لا أب ولا أهل الآن، فهذا نوع من العلاج - بارك الله فيك – ومع الزمن كما ذكرت ومع مرور الأيام سوف تكون النفوس مستعدة لقبول عودة العلاقة مرة أخرى.

زوجك بما أنه عنيد أيضاً ولذلك لو حدث وفاق سوف يمنع أمك من الدخول، هذه مسألة وقت اتركيها للزمن، لا تحسمي الأمور الآن كاملة؛ لأن هذا سيؤدي إلى مشكلة، لا تتحسسي من هذا الكلام، لأنك كما تعلمين أن الله جل جلاله قال: (( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ))[الرحمن:29]، ونحن الآن في أمر وغداً في أمر آخر، والله أعلم مَنْ منا الحي ومن منا الميت ومن منا سعيد ومن منا شقي، هذا كله علمه عند الله تعالى.
فأنا أقول - بارك الله فيك –: التزمي بكلام زوجك ولا تتصلي بأهلك ولا تزوريهم كما طلب منك - بارك الله فيك – وقضية أمك هذه قضية وقت اتركيها - إن شاء الله تعالى – كمرحلة أخيرة، المرحلة الأولى بعد فترة من الزمن من الممكن أن يتدخل بعض أهل الخير ليصلح ما بين العائلتين، ولكن كما ذكرت بعد أن يلتئم الجرح وينسى الناس هذه الإهانات المتبادلة؛ لأنه طبعاً بلا شك هذه الإهانات قد تكون شديدة أو قد حدث مثلاً اعتداء من أحد على أحد، فالآن عندما أكلمه قد يثأر لنفسه وتأخذه العزة بالإثم فلا نصل لشيء.

ولكن - بارك الله فيك – اتركي هذا الأمر الآن فترة من الزمن، وعليك فقط بإحسان معاملة زوجك وإشعاره بأنك قطعت علاقتك مع أهلك، ولا تقولي: أنا لا أزور أهلي، يعني لا تتكلمي في أهلك لا بخير ولا بشر، وتوجهي إلى الله عز وجل بالدعاء أن يصلح الله ما بينهما، واعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)، فاجتهدي - بارك الله فيك – في الدعاء، وتوجهي إلى الله عز وجل أن يصلح لك زوجك وأن يصلح ما بينه وبين أهلك، وأن يصلح ما بين العائلتين، وأنا واثق بإخلاصك في الدعاء وحسن نيتك أن الأمور ستعود إلى مجاريها وستكون من أفضل ما يمكن - إن شاء الله تعالى – في المستقبل.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
زوجي مغترب وقد طلبت منه البقاء معنا لكنه يرفض، فما الحل؟ 1760 الثلاثاء 18-08-2020 05:03 صـ
ما نصيحتكم لي وقد تزوجت ولا أجد الراحة؟! 2174 الأربعاء 12-08-2020 02:37 صـ
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ 3603 الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ
زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، هل أطلقها؟ 48815 الاثنين 29-06-2020 04:47 مـ
زوجي يطلب مني تجهيز أشياء لم يطلبها! 2244 الثلاثاء 30-06-2020 05:16 صـ