أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إمكانية الشفاء من الوساوس القهرية المتعلقة بالعقيدة وغيرها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من تفكير غير منطقي يتعلق بالله عز وجل، وأن الأرض قد تنخسف، وأوهم نفسي أن الكهرباء تسري في جسدي أو أني أمشي على مسامير أو أن عندي شللا، وأفكر في الأشياء التي يصعب حدوثها، وأعلم أنها أفكار غير حقيقية، فذهبت إلى طبيب نفسي فأخبرني بأني أعاني من اكتئاب، وكتب لي دواء (سيرترال)، وذهبت لآخر فكتب لي (فاليام) و(سيبرام)، ثم (ديبرام) و(زولام)، ثم (سوبرانيل) و(زاناكس)، وما زلت أتناولها حالياً، فهل من الممكن أن أُشفى من هذا أم لا؟!

أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأفكار القبيحة هي أفكار نسميها بالوساوس القهرية، بمعنى أنها أفكار تفرض نفسها عليك رغم أنك تؤمن بسخفها وتؤمن بأنها أفكار غير صحيحة، ولكنها تفرض نفسها عليك مما يسبب لك القلق، وأكثر الأفكار إيلاماً للإنسان هي الأفكار التي تتعلق بعقيدته، وهذه الأفكار هي مجرد نوع من الابتلاء البسيط وليس أكثر من ذلك، وهي - إن شاء الله - ليست دليلا على قلة إيمانك أو ضعف شخصيتك.

والوساوس القهرية يمكن أن تتبدل، بمعنى أن الأفكار يمكن أن تتغير وتنتقل من موضوع إلى آخر، والحمد لله أنت ليس لديك الطقوس أو الأفعال؛ لأن الطقوس أو الأفعال الوسواسية كثيراً ما تكون أكثر صعوبة من الأفكار.

وهناك علاج يعرف بالعلاج السلوكي وهو علاج ضروري ومهم، ويبدأ هذا العلاج بأن تقوم بتحليل هذه الأفكار، فقم أولاً بكتابتها بصورة مرتبة، ثم بعد ذلك فكر في كل فكرة وحاول أن تسترسل في التفكير وتخضع هذه الفكرة للمنطق وسوف تجدها أنها غير منطقية، وهنا تقوم بتحقيرها وتقول لنفسك (ما دامت هي فكرة دخيلة عليَّ وغير منطقية فلماذا أشغل نفسي بها)، وفي نفس الوقت قم بربط هذه الفكرة بالتحقير، وذلك بأن تتخيل أنك تضع هذه الفكرة أسفل حذائك وتقوم بالضغط أو الدوس عليها بقوة، وذلك تحقيراً وإذلالاً لهذه الفكرة.

وعليك أن تربط وتزاوج بين هذه الفكرة وبين إحساس مختلف، فالفكرة التي تأتيك حول الذات الإلهية قم باستبدالها بفكرة مخالفة وهكذا، فهذه وسيلة تدريبية ممتازة، ويمكنك الاستزادة عن العلاج السلوكي في الاستشارات التالية: (244914-260030-263422-259593-260447-265121).

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، ولا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب نفسي، وإنما أنت مصاب بوساوس قهرية، والوساوس القهرية هي في الأصل نوع من القلق النفسي، صحيح أن الوساوس عندما تكون شديدة ومكثفة ومطبقة ربما تؤدي إلى شعور ثانوي بعسر في المزاج، ولكن هذا لا يرقى لدرجة الاكتئاب الحقيقي، والأدوية التي سوف تكون مفيدة لك هي الأدوية المضادة للوساوس القهرية، ومن بين الأدوية التي تتناولها أعتقد أن علاج (سيبرام Cipram) هو العلاج الأساسي، ولكن لابد أن تكون جرعته ما بين أربعين إلى ستين مليجرام في اليوم، فلابد أن تكون ما بين هاتين الجرعتين، وهذه هي الجرعة المضادة للوساوس.

وأما (الفاليم Valuim) و(الزولام Zolam)، و(الزاناكس Xanax) والديبرام فلست في حاجة إليها، فعلاجك الأساسي سيكون هو (السيبرام) بجرعته التي ذكرتها لك، وتناولك للدواء بانتظام مع تطبيقك للأفكار السلوكية الإيجابية سوف تجد أن هذه الوساوس قد انتهت بإذن الله تعالى.

وتوجد أدوية بديلة حيث وجد دائماً أن العقار الذي يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) - وهو من الأدوية المضادة للاكتئاب في الأصل - أنه من أكثر الأدوية الفعالية لعلاج الوساوس القهرية، وجرعة البروزاك مثل جرعة السيبرام.

عموماً استمر على السيبرام ولاحظ وراقب نفسك وقس مدى التحسن الذي سوف تتحصل عليه، فإذا لم تنقطع هذه الأفكار بعد ثلاثة أشهر فيجب أن تنتقل إلى البروزاك وتبدأ بكبسولة واحدة (عشرين مليجرام) يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجرام) في اليوم، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى ثلاثة كبسولات (ستين مليجرام) في اليوم، تناول كبسولة واحدة في الصباح واثنتين مساءً، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل كبسولة واحدة كل ستة أشهر، ثم توقف عن الدواء، فهذا الدواء هو من البدائل الجيدة جدّاً لعلاج هذه الوساوس وأن تختفي تماماً بإذن الله تعالى.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما طرق التخلص من القلق والتوتر النفسي والوسواس؟ 1920 الاثنين 17-08-2020 02:42 صـ
كيف أتعالج من الوسواس؟ 833 الأحد 09-08-2020 05:30 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 1995 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
اضطرابات نفسية تقودني إلى نتف الشعر بشراهة، ساعدوني. 1422 الأحد 19-07-2020 02:51 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 4998 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ