أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : احمرار وتعرق وزيادة نبضات القلب وتنميل في الصدر عند التعرض للتجمعات العامة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في البداية أتقدم بأحر تهاني العيد للمشرفين على موقع إسلام ويب.
سابقاً طلبت مني يا دكتور وصفاً شاملاً لحالتي وهي كما يلي: في التجمعات العامة سواء في المسجد أو الكلية أو الحفلات أحس يا دكتور بأحاسيس عدة تتمثل فيما يلي: تزايد في نبضات القلب، تعرق شديد، ارتفاع للضغط، احمرار في الوجه، تغير في نبرات الصوت، ضيق وتنميل في الصدر.
كانت حالتي سابقاً شديدة بحيث كنت أتفادى الأماكن العامة كلياً إلا أنني بدأت أتحسن بفضل الله أولاً ثم بفضل بعض الكتب التي قرأتها عن التنمية الذاتية، كما أنني عرفت عبر الإنترنت أن الدواء الفعال هو الزيركسات؟ فهل هناك المزيد لتساعدني به يا دكتور؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جواد من المغرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أحسنت وصف حالتك، ومن الواضح أنه ينتابك قلق في أماكن وظروف معينة، وهذا القلق يؤدي إلى أعراض نفسية وجسدية، هذا النوع من القلق يسمى برهاب الساحة، ولديك أيضاً درجة بسيطة مما نسميه بالخوف أو الرهاب أو القلق الاجتماعي، وهنالك تداخل كبير بين رهاب الساحة والفزع أو القلق الاجتماعي.
هذه الحالات غالباً ما تكون مكتسبة ونتجت من تجارب أو خبرات سابقة معينة تكون فيها قد تعرضت لموقف اجتماعي كان فيه تجربة أدت إلى شعورك بالخوف في تلك اللحظة، ربما لا تسعفك الذاكرة لتذكر هذا الحدث المعين، ولكن هذه من التفسيرات المعتبرة جدّاً كسبب أساسي للخوف والرهاب الاجتماعي أو رهاب الساحة.
العلاج إن شاء الله متوفر وبه جزء كبير جدّاً يعتمد عليك وهو يقوم على مبدأ المواجهة، وعلى تصحيح المفاهيم، ونعني بذلك أن تعرف أن هذا مجرد قلق وخوف، وأن الأعراض التي تأتيك هي أعراض فسيولوجية مثل ارتفاع نبضات القلب وضغط الدم وكذلك احمرار الوجه، كلها ناتجة عن تفاعلات كيميائية، كما أن الأعراض النفسية المصاحبة هي جزء من عملية القلق، وهذا القلق والخوف الاجتماعي لا يعني إن شاء الله أبداً ضعفاً في شخصيتك أو قلة في إيمانك، كما ذكرنا هي خبرة وتجربة مكتسبة.
التجاهل التام للمخاوف هو من أصول العلاج السلوكي الرئيسي، والسعي دائماً لمواجهة هذه المواقف يؤدي إلى إضعاف الشعور بالخوف والقلق والتوتر، إذن كن حريصاً أن تخرج إلى التجمعات العامة، كن دائماً في الصف الأول في المسجد، حين تخاطب الناس أو تلتقي بهم حاول أن تنظر إلى وجوههم، تبسم في وجه إخوتك.
ربما يتصور لك أن الناس يلاحظونك وأن نظراتهم مسلطة عليك، ولكن هذا أيضاً شعور ليس بالصحيح لأنه ناتج أصلاً من القلق.
أنت الحمد لله اطلعت على بعض الكتب التي تقوم على علم النفس السلوكي، وأنا أقول لك: واصل قراءتك، ولكن حاول أن تطبق ما تشعر أنه مفيد، وكما ذكرت لك المواجهة هي العلاج الرئيسي، والتجنب يؤدي إلى المزيد من المخاوف، فأرجو أن تتجنبه.
بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم الزيروكسات أو ما يسمى في المغرب بالديروكسات علاج مفيد وأساسي لعلاج مثل هذه الحالات، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرامات – ليلاً، وتستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً – أي أربعين مليجراماً – استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم ابدأ في تخفيض الدواء بمعدل نصف حبة كل ثلاثة أشهر، وحين تصل إلى نصف الحبة الأخيرة تناولها يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تناول نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء الحمد لله من الأدوية السليمة، ومن الأدوية الفعالة جدّاً، وسوف تجد فيه إن شاء الله خيراً وفائدة ومنفعة كبيرة، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
ونصيحتي الأخرى هي أن تعيش حياتك بصورة طبيعية: كن فعالاً في دراستك وأبحاثك، حاول أن تتميز، أكثر من التواصل الاجتماعي، مارس أي نوع من الرياضة الجماعية، احرص على حضور حلقات تلاوة القرآن، هذا إن شاء الله يفيد في حالتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |