أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بدنو الأجل بعد حادثة موت قريب .. التشخيص والعلاج

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ عدة أيام توفي والدي رحمة الله عليه، بعد ذلك أحسست فجأة أني سوف أموت، وتوضأت وانتظرت في غرفتي أنتظر ملك الموت حتى يقبض روحي وأنظر إلى منزلي وإلى عائلتي نظرة، وقلت الشهادة، ثم بعد ذلك قررت أن أخرج لتغيير الجو فقل هذا الإحساس، وعندما أعود إلى البيت ترجع إلي الحالة الأولى، فما هو الحل اللازم لهذه الحالة حتى لا تتطور؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Seif حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك.
فإن هذه المشاعر التي تأتيك وهي الشعور بالموت أو أن الموت قد دنى، في رأيي هي جزء من التعبير عن وجدانك وأحزانك لفقد والدك، علماء النفس يقولون إنه في بعض الأحيان يحصل نوع من التوحد أو التواصل مع الشخص المتوفى، وهذا قد يُعطي الشعور بأن الإنسان سوف يموت أيضاً ويلتحق بالمتوفى، هذا أحد التفسيرات، وفي نهاية المطاف نقول إنه دليل على حبك وارتباطك بوالدك.
في بعض الأحيان أيضاً يكون هذا الشعور ناتجا من تكوّن طاقة قلقية داخلية، هذا النوع من القلق يسمى بـ (الاضطراب الفزعي)، وهو قلق يحدث فيه شعور بتسارع في ضربات القلب وفقدان السيطرة على الموقف، وتأتي اجترارات وأفكار تشاؤمية، ويحس الإنسان أيضاً بدنو منيته وأنه سوف يموت، هذا كله يحدث في حالات الاضطرابات الفزعية.

الذي أقوله لك – أيها الفاضل الكريم – أن حالتك هي حالة بسيطة، حالة عرضية، حالة ظرفية، مرتبطة بوفاة والدك، عليك أن تسأل الله له الرحمة والمغفرة، وذلك عملاً بحديث: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فكن أنت هذا الابن الصالح الذي يدعو لوالده، وهذا إن شاء الله يعود عليك أنت أيضاً بنفع كبير.
ثانياً: لا تبن أي أفكار تشاؤمية داخلية، فالتطير أبداً ليس من سمات المسلم، وعليك أن تعلم أن الأعمار بيد الله تعالى، فلا أحد يعرف متى يموت، ولا أحد يعرف لحظة موته، ولا يعرف أين يموت، قال الله تعالى: ((فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ))[الأعراف:34]، وقال تعالى: ((وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ))[لقمان:34]، وعليك أن تسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك في عمل الخير.
ثالثاً: أنت ذكرت أن هذا الإحساس يقل حين تخرج من البيت ويزداد حينما ترجع إليه، إذن: هو مرتبط بالحيز الجغرافي، فاعرف أنه ما دام شعورا غير ثابت فيعني أنه مرتبط بوفاة الوالد وليس أكثر من ذلك، وهذا يجب أن يكون مطمئناً لك.
رابعاً: أرجو أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، عليك أن تجتهد في دراستك، عليك أن تبحث نحو التميز حتى ترفع اسم والدك إن شاء الله، وكن مثابراً، وعليك بالصلاة في جماعة، تلاوة القرآن، الدعاء، واسأل الله تعالى أن ينزل عليك الرحمة والطمأنينة من عنده.
بقي أن أقول لك: إن ممارسة الرياضة كرياضة الجري أو المشي أو ممارسة كرة القدم تُفيد في تصحيح مسار هذه الطاقات النفسية السلبية.

حالتك ربما لا تحتاج لعلاج دوائي، ولكن كنوع من التحوط أقول لك: إذا استمرت معك الحالة زادت عن أسبوعين أو ثلاثة من الآن هنا يمكن أن تبدأ في تناول دواء يسمى تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، هذا الدواء متوفر في عبوتين -عشرة وعشرين مليجرام- يمكنك أن تتحصل على عبوة العشرة مليجرام، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام – لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة مرة أخرى إلى خمسة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
وكما ذكرت لك هذه حالة عرضية ظرفية محدودة، وبمرور الأيام سوف تنتهي تماماً، أسأل الله لك العافية والشفاء، ونسأل الله لموتاكم وموتانا وموتى المسلمين الرحمة والمغفرة.
وحول علاج الخوف من الموت سلوكياً يرجى الاطلاع على (261797 - 263659 - 263760 - 272262 - 269199).
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1031 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2082 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1541 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ