أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : (الريمارون) ليس له آثاراً انسحابية واضحة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

كنت قد خططت أن أنسحب تدريجياً من استخدام دواء (ريمارون) الذي كنت أستعمله لسنتين مضتا بجرعة 30 ملجم، وقد بدأت عملية الانسحاب بتاريخ 1/6/2009 إذ كنت آخذه لمدة 3 أسابيع، يوماً حبة ويوما نصف حبة، ثم أخذته لمدة 3 أسابيع أخرى بجرعة نصف حبة فقط، ولم أتعرض أثناء ذلك لأعراض الانسحاب إلا لصداع بسيط ورجفة في جفن العين اليسار الأعلى، ورجعت إلى الطبيب وقال لي أكمل على نصف حبة لمدة شهر ولكن ما إن بدأ رمضان وفي أول يوم من أيامه وبعد الإفطار إلا وجاءتني نوبة خفقان، وثقل في الصدر، فخفت وأجريت فحوصا كثيرة، وكلفتني أموالاً كثيرة، للقلب والغدة الدرقية وفحوصات أخرى، وكلهم قالوا لي أنها سليمة؛ إذ أني أتعاطى هرمون الغدة الدرقية بجرعة 100 ملج وقال لي طبيب الباطنية اذهب إلى الطبيب النفسي فلربما كل هذه الأعراض من الدواء (ريمارون) لأنك في فترة انسحاب ثم بدأت أعراض أخرى وهي على النحو التالي:

خفقان، قلق وعدم استقرار، نبضات أو توترات عضلية في أنحاء الجسم المتفرقة، وخز في الأصابع وفي أماكن كثيرة مثل وخز الدبابيس، غثيان وعدم شهية للأكل، إمساك وغازات، وبعض الأحيان إسهال، قرقرة في البطن وعدم راحة، تأتيني حالة من الضيق الشديد كأني أريد أن أشقق ثيابي، هبات حرارية داخلية وتعرق، أبلع ريقي كثيراً وصعوبة بالبلع بعض الأحيان، جفاف الفم، ميل للقيء، رعشة باليد، وكنت أتذكر هذه الأعراض عندما انسحبت من السيروكسات قبل 3 سنوات.

سؤالي هل هذه أعراض تأتي من انسحاب (ريمارون)؟ ولماذا حدثت لي في أول أيام رمضان؟ هل للصيام دور في سحبه من الجسم فكأني تركته فجأة؟ ومنذ أول يوم من رمضان وأنا عندي هذه الأعراض ورجعت إلى طبيب الباطنية وقال لي أتمنى أن ترجع تستخدم حبة من (الريمارون) إلى نهاية رمضان لأنه من الممكن صار في رمضان بعض اللخبطة، وقد رجعت لحبة وأحسست ببعض التحسن منذ أربعة أيام.

فما رأي سعادة الدكتور محمد عبد العليم فأنا خائف الآن من انسحاب (ريمارون) وأفكر كيف سأسحبه، هل أسحبه بالتدرج الممل جداً أم ماذا؟ وهل هناك من الأدوية أو الخطط العلمية ما يدعم الإنسان خلال انسحابه؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

فليس من المعتاد أن تحدث آثار انسحابية شديدة مع الريمارون، فهذا الدواء يعرف عنه أنه مزدوج الفعالية، بمعنى أنه يعمل من خلال موصلات عصبية كثيرة ومتداخلة؛ لذا لا يُشاهد حقيقة أعراض انسحابية كثيرة معه، وحقيقة أنا الذي أتصوره وأتوقعه هو أن ما حدث لك هو رجوع لأعراض القلق والتوتر النفسي والتي أخذت صفة نوبات الهرع أو الاضطراب الفزعي، الوصف الذي أعطيته لهذه الحالة.

وربما تكون أنت لديك استعداد أكثر من غيرك بأن تظهر لديك هذه الأعراض حين التوقف من الأدوية.
أنت ذكرت أنك مررت بنفس الأعراض حينما توقفت عن الزيروكسات، فالزيروكسات يعرف عنه أنه قد يؤدي إلى آثار انسحابية واضحة، ولكن كما ذكرت هذا الأمر ليس واضحاً بالنسبة للريمارون، ولكن نستطيع أن نقول أن أي شيء في الطب النفسي لا يُستبعد؛ لأن لكل إنسان تركيبته البيولوجية والكيميائية التي تحدد مسار تفاعله مع الأدوية.

كنتُ أود أن أقول لك أنه لابد أن ترجع لتناول الريمارون، ولكن الحمد لله أنت بدأت في هذا الأمر، وبدا عليك بعض التحسن، وإن شاء الله هذا التحسن سوف يستمر وذلك بالاستمرار في العلاج.

لا تبدي أي أسف أو شعور بالندم أو الذنب أنك رجعت للريمارون مرة أخرى.
أنا أقول لك بكل صراحة ووضوح شديد: أنت لديك استعداد للقلق والتوتر، والذين لديهم استعداد لمثل هذه الحالات لا مانع أبداً من أن يستمر الواحد فيهم على جرعات وقائية حتى وإن كانت لمدة طويلة، لأننا نعرف أن هذه الأدوية أدوية ممتازة وسليمة وليست إدمانية.

لا نستطيع أن نربط ربطاً مباشراً برجوع هذه الأعراض لك وبداية شهر رمضان الكريم، فلا أعتقد أن هنالك رابطاً من الناحية العلمية، ولكن نقول: أن كل متغير في حياة الإنسان حتى وإن كان متغيراً حميداً وحدثاً سعيداً ربما يؤثر على الإنسان نفسياً.

أنا أريدك أن تستمر على الريمارون لمدة ستة أشهر على الأقل، ويا حبذا لو كانت لمدة عام كامل، فربما تحس بشيء من الإحباط من كلامي هذا، ولكن أرجع وأقول لك أنا أرى أن الإنسان إذا حدثت له أكثر من انتكاسة فلماذا يحرم نفسه من نعمة العلاج ما دامت هذه الأدوية سليمة.

وبعد ذلك حين تبدأ مشروع سحب الدواء هذا يمكن أن يكون ببطء ويكون بتدرج، والذي أراه هو أن تخفض الدواء إلى نصف حبة، وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو الذي أراه وهذا هو الأفضل، وكما أن ممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي، هذه كلها تساعد حقيقة في القضاء الكامل على أعراض الانسحاب.

فأرجو ألا تنزعج وأنت قد اتخذت القرار السليم جدّاً في أن رجعت لتناول الدواء.

بالنسبة لسؤالك: هل هنالك أدوية تُدعم عدم حدوث آثار انسحابية؟
يقال بأن الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (أتراكس Atarax) ويعرف علمياً باسم (هايدروكسين Hydroxzine)، إذا تناوله الإنسان بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام يومياً، ويفضل تناوله ليلاً لمدة أسبوعين أيضاً، هذا ربما يخفف من الآثار الانسحابية خاصة للسبرالكس والزولفت والزيروكسات، ولكن أنا أرى أن التدرج هو الأفضل، التدرج في سحب الدواء مع القناعة الكاملة بأن الآثار الانسحابية فيها جزء كبير جدّاً نفسي، وعلى الإنسان دائماً أن يتذكر درجة التحسن التي وصل لها، فهي في رأيي دافع ودافع مهم جدّاً لئن يستمر التحسن ويعيش الإنسان في صحة نفسية جيدة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8829 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1107 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2401 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2146 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1822 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ