أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الخوف المفرط من الموت نتيجة وفاة أحد الأقارب وكيفية التغلب عليه
أخاف جداً من الموت، وأحس بأني سأموت، ولا أستطيع النوم، وإن نمت أحلم أحلاماً مزعجة، وهذه الحالة بعد وفاة جدي بشهر، مع العلم أني كنت متعلقة به جداً، ذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لي دواءين، هما سيروكسات وزانكس، أنا طالبة جامعية عمري 19 عاماً، ولا أستطيع المذاكرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لجدتك.
فإن هذا التفاعل النفسي والظرف الذي تمرين به معروف في الطب النفسي خاصة إذا فقد الإنسان عزيزاً له كان متعلقاً به تعلقاً كبيراً، ومراحل الحزن تقسَّم في مثل هذه الحالات إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: هي عدم التصديق بهول الفاجعة، وهذه قد تأخذ ساعات أو أيام، ثم بعد ذلك تأتي فترة اضطرابات النوم، والتعلق بالمتوفى، والقلق والتوتر وعسر المزاج... هذه الحالة قد تستمر من شهر إلى ثلاثة أشهر يعقبها بعد ذلك مرحلة التواؤم والتكيف، وفي هذه المرحلة يستطيع الإنسان مسايرة الحياة بصورة معقولة ومقبولة جدّاً في غياب المتوفى.
أنت الآن تمرين بمرحلة الحزن الوسطى، وكما ذكرت لك قد تستغرق شهرا إلى ثلاثة أشهر، ويظهر أنه قد حدث لك ما يمكن أن نسميه بالتوحد، ولذا أتاك الخوف من الموت.
أنا أريدك أن تعرفي حقيقة الموت وأنه آتٍ ولا جدال في ذلك، وأنه مكتوب على كل حي، وأن الخوف منه لا يزيد ولا ينقص العمر ثانية واحدة، أنا أعرف أن الخوف الذي تعانين منه هو خوف مرضي وظرفي، وسوف ينتهي - إن شاء الله تعالى - وعليك بالدعاء لجدك بالرحمة وأن تسألي الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك.
أرجو ألا تتجنبي متعلقات وآثار جدك من ملابس أو أي آثار أخرى؛ لأن التجنب يزيد من الحزن الداخلي، والمواجهة تؤدي إلى الانفعال الذي يعقبه الارتياح والقبول.
أنا لا أرى أن هنالك حاجة شديدة للعلاج الدوائي في مثل هذه الحالات، فمساندة الأسرة والأرحام والصديقات تكون كافية جدّاً، واجتهادك في الدراسة واستثمار وقتك بصورة صحيحة هو مطلب أساسي لابد أن تعطيه اعتباراً.
وتذكري أنك لست الوحيدة التي تعيشين مثل هذه الظروف، أنا لا أقلل قيمة الفقد مطلقاً، ولكن إذا انتقلت بمشاعرك لما نسميه بمرحلة (المشاركة) أو (العالمية) بمعنى أنني لست الوحيدة التي فقدت جدتها، هذا أيضاً يعطيك ما نسميه بالتغيير المعرفي الإيجابي.
هنالك تمارين استرخاء وجد أنها جيدة ومفيدة كثيراً في تخطي مثل هذا القلق والتوتر والخوف، فأرجو أن تمارسي هذه التمارين، وتوجد أشرطة وكتيبات تباع في المكتبات توضح كيفية تطبيق هذه الممارسة.
أرجع مرة أخرى للأدوية وأقول لك إنها غير مفيدة كثيراً، وإذا كان لابد من استعمالها فعقار سبرالكس تشير الدراسات أنه أكثر فائدة من الزيروكسات، والزناكس لا ينصح به في مثل هذه الحالات – مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك – والدراسات تشير أن الزناكس يؤدي فقط إلى تخدير المشاعر وتبلدها مما يجعل الحُزن والحَزن على الفقيد يدور في حلقة داخلية تؤدي إلى مزيد من الاحتقانات والقلق والخوف.
جرعة السبرالكس إذا قررت تناوله فهي عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن تخفيضها إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ممارسة التمارين الرياضية سوف تكون أيضاً إضافة إيجابية جدّاً لصحتك النفسية وإخراجك من هذا الخوف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |