أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الموت وعدم القدرة على الصلاة بالناس أو التحدث معهم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من اكتئاب وخوف من الموت، إضافة إلى أني لا أستطيع أن أصلي بالناس أو ألقي كلمة رسمية أمام جمع من الناس ولو كانوا عشرة أشخاص؛ لأني أحس بخفقان في صدري يكتم نفسي، وأما إذا كانت سوالف وكلاماً عادياً فأستطيع أن أتكلم أحياناً، وقد استعملت علاج (سبراليكس) ثلاثة أشهر كل يوم حبتين ولكن لم يتغير الأمر كثيراً، فما مشورتكم لي؟!

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد غازي عرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة التي تعاني منها هي حالة بسيطة نسميها بحالة المخاوف القلقية، وأنت لديك الخوف من الموت، وكذلك لديك الخوف من المواجهات الاجتماعية ذات الطابع الذي يتصف بالجدية، وأقول لك: إن الحالة بسيطة والعلاج يتمثل في أن تفهم أولاً أنها حالة بسيطة وأنها نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، وأنها ليست دليلاً على ضعف شخصيتك أو قلة إيمانك.

وعليك أيضاً أن تتفهم أمراً ضرورياً وهو أن هذه المشاعر والأعراض الجسدية التي تحدث لك خاصة الخفقان هي أعراض فسيولوجية تحدث لك ولكن ليست بهذه الحدة والشدة التي تلاحظها، فهنالك مبالغة في الإحساس، وهذا مثبت ومؤكد.

والشيء الآخر الذي أود منك أن تتفهمه كجزء من العملية العلاجية هو أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك ولا يقومون بملاحظة ما يحدث لك، كما أنه إن شاء الله لن يصيبك أي مكروه، ولن تسقط أرضاً أو يُغشى عليك أو أنك ستفقد السيطرة على الموقف - أو هكذا - كما يعتقد بعض الناس.

الذي ذكرته لك هو معلومات إرشادية ضرورية في تفهم طبيعة الحالة، وهذا في حد ذاته يمثل خمسين بالمائة من العلاج.

الجانب الثاني في العلاج هو أن تحقر هذه الأفكار، لا نقول لك: حقر فكرة الموت لأن الموت حق، ولكن حقر فكرة الخوف المرضي منه، وهو أن الأعمار والآجال بيد الله وأن الموت حين يأتي سوف يأتي وأن الخوف منه لن يزيد في العمر ثانية ولن ينقصه ثانية، وسل الله أن يحفظك، واعمل لآخرتك، هذه أيضاً مبادئ سلوكية ضرورية وهامة.

وبالنسبة للأفكار الأخرى التي ذكرت أنك لا تستطيع أن تصلي بالناس أو تلقي كلمة رسمية، هذه تطلب فقط أن تكون أكثر ثقة في نفسك، فأنت رجل مقتدر ولله الحمد، ولا شك أنك تنطبق عليك شروط الإمامة من إحسان للحفظ والمعرفة الفقهية والناس يثقون بك، فهذا يجب أن يكون دافعاً لك على ألا تتردد أبداً.

الذي أرجوه منك هو أيضاً أن تقوم بالتعريض في الخيال، أي: أن تعرض نفسك لهذه المواقف خيالياً، اجلس على كرسي في مكان هادئ وتصور أنك تقوم بإلقاء كلمة أمام جمع كبير من الناس، ويمكنك حتى تتأكد من التطبيق الصحيح لهذا التمرين أن تقوم بالفعل بإلقاء كلمة وتسجيلها على جهاز التسجيل ثم بعد ذلك تقوم بالاستماع لأدائك، وسوف تجد إن شاء الله أن أداءك كان أداءً موفقاً ومتميزاً، وهذا وجد من الناحية النفسية السلوكية أنه يشجع الإنسان جدّاً ليطبق هذا التمرين في الواقع، وحتى إن كانت هناك أخطاء أو عثرات أو تردد أو تلعثم في الأداء فيمكنك أن تعيد التسجيل مرة أخرى وسوف تجد في المرة الثانية أن أداءك كان أفضل بكثير.

هذا تمرين لا يقتصر أن تقوم به مرة أو مرتين، يتطلب منك التركيز ويتطلب منك التكرار، ونفس الشيء بالنسبة للصلاة فأرجو أن تعيش هذا الخيال بأنه طلب منك أن تصلي بالناس في أحد المساجد الكبيرة، أو حتى طلب منك أن صلاة الجمعة بالناس بعد أن تخلف الإمام لسبب أو لعذر طارئ، عش هذا الخيال وإن شاء الله سوف يساعد ذلك على كسر هذه الحواجز النفسية، وعليك بعد ذلك بالتطبيق والتطبيق الفعلي والعملي.

هناك أشياء مفيدة لعلاج مثل هذا الخوف، فعلى سبيل المثال: حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، هذه تمثل نوع من العلاج الاجتماعي، وهذه الحلقات لا شك أنه تحفها الملائكة وهي مكان للطمأنينة، وفي ذات الوقت لها فائدة علاجية سلوكية كبيرة، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

ولا مانع أيضاً أن تمارس أي نوع من الرياضة، مع مجموعة من إخوانك وأصدقائك، فالرياضة الجماعية أيضاً تقضي على المخاوف والقلق والتوترات، والانخراط في الأعمال الخيرية وجمعيات البر والإحسان، ومثل هذه المشاركات تقلل الخوف والخوف الشديد.

أرجو أيضاً أن تطور فقه الجنائز لديك، ويا حبذا لو شاركت في غسيل الموتى، هذا يقلل ويضعف الخوف ويعيد للإنسان الثقة بنفسه، هذه كلها علاجات سلوكية عملية تطبيقية، والحمد لله كلها متوفرة في البيئة.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، والسبرالكس Cipralex دواء جيد وفعال، ولكنه ليس أفضل الأدوية لعلاج نوبات الخوف الاجتماعي، ولذا أقول لك: توقف عن السبرالكس واستبدله بعقار يعرف تجارياً باسم باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، فأنت الآن تتناول حبتين من السبرالكس - أحسب أنك تتناول عشرين مليجراماً في اليوم - فتوقف عن حبة واحدة واستمر على الحبة الأخرى، وفي نفس اليوم ابدأ بتناول الزيروكسات بمعدل حبة واحدة (عشرين مليجراماً)، وبعد أسبوعين توقف عن حبة السبرالكس الأخرى وأضف حبة أخرى من الزيروكسات.

إذن تكون الجرعة العلاجة الآن هي حبتين من الزيروكسات - أي أربعين مليجراماً - وهذه جرعة كافية، واستمر عليها لمدة تسعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، وبعد ذلك خفضها إلى حبة ونصف واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تتبع الإرشادات السابقة وتتناول الدواء بالصورة التي وصفتها لك، وأنا على ثقة كاملة بإذن الله أنك سوف تبلغ تمام الصحة، وأسأل الله لك العافية وتمام العافية والشكر على العافية.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ