أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : علاج القلق الاكتئابي المتمثل في الخوف من مراقبة الآخرين
أعاني من القلق والتوتر وكذلك القولون العصبي، وأغضب لأتفه الأسباب، وأشعر بقلة ثقة بالنفس، وأبتعد عن المصادمات مع الآخرين في أي موضوع حتى وأنا على صواب، وأتحرج من الكلام أمام الآخرين وأحاول أن أنهي موضوعي بسرعة مما يفقد الموضوع التشويق أو الاهتمام.
لدي إحساس بأن الجميع يركزون النظر علي عندما أكون في مكان عام أو سوق تجاري، وكذلك شعور بأنني سوف تصادفني مشكلة مع أحد المتسوقين أو الباعة أو رجل الشرطة، وإنني لن أعرف كيف أتصرف في مثل هذه المواقف.
قدرتي على التعبير عن نفسي أو أي موضوع ضعيفة، وأعاني أيضاً من اضطرابات في النوم وقلة شهية للطعام، علمأً بأن وزني 52 كيلو، وطولي 170 سم.
أبدأ في أمر معين لكني لا أستمر فيه مثل تعلم برنامج معين أو مزاولة تمارين رياضية، لا أشعر بالرضى عن الذات مع أنني محبوب من الوالدين والأصدقاء والطلاب، فأنا أحاول دائماً ملاطفة الجميع والابتسامة في وجوههم وعدم الخطأ عليهم.
استخدمت علاجاً عشبياً للقولون وشعرت بتحسن وشهية للأكل واختفت أعراض القولون تقريباً وارتحت في النوم ( وأحسست أن الحياة جميلة) وبعد عشرة أيام تقريباً رجعت أعراض القولون ثم عاودت استخدام العلاج ولكن لم أستفد منه كما في السابق.
مع العلم أنني في بداية حياتي العملية قبل أربع سنوات عانيت من حالة قلق وتوتر حتى أنني فكرت بترك العمل بسبب عدم القدرة على التعامل والتخاطب مع الطلاب والزملاء (غير اجتماعي في الصغر) إلى أن ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني حبوب الفافرين (وصلت بالتدرج إلى جرعة 100 مليجرام واستمريت لمدة سنة ثم تركته بالتدريج) وشعرت بتحسن بعد الاستخدام 80% وأصبح وجهي مشرقاً بعكس الآن يميل إلى الشحوب، وأنا -ولله الحمد- لا أعاني من أي مرض عضوي عدا القولون.
أرجو نصيحتي هل أعود لاستخدام الفافرين؟ وكم الجرعة والمدة؟ أو هناك علاج آخر أفضل مع العلم أنني متزوج؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي وردت في رسالتك تدل أنك مصاب بحالة يمكن أن نسميها بالقلق الاكتئابي، حيث أن أعراض القلق تسيطر عليك لدرجة كبيرة، والقلق يفسر معظم ما ورد في رسالتك، أما الجانب الاكتئابي فهو بسيط ويتمثل في فقدان النوم واضطراب الشهية وضعف التركيز.
التخوف من أنك سوف تسيطر على الموقف أو أن الآخرين يقومون برصدك ومراقبتك هو جزء أيضاً من القلق وليس لسبب آخر كالحالات الذهانية أو العقلية التي يُوجد فيها أيضاً هذا العرض، أي الشعور بأن الآخرين يقومون بالمراقبة.
السمات الوسواسية أيضاً توجد لديك ولكنها بصورة أقل، وهي عموماً جزء من القلق وليس أكثر من ذلك.
انتهاجك لمنهج محاولة ملاطفة الجميع والابتسامة في وجوههم هذا مبدأ صحيح وطريقة علاجه جيدة لتطوير المهارات الاجتماعية، فأرجو أن تستمر في ذلك.
أما فقدان الثقة بالنفس؛ فالإنسان لابد أن يسأل نفسه (لماذا أفقد ثقتي في نفسي؟ لماذا لا تكون لي ثقة في نفسي؟ أنا أقوم ببعض الأعمال وببعض الأفعال الإيجابية فلماذا أتنكر لذاتي، لماذا أزدري ذاتي؟ يجب أن أثق في نفسي، أنا أفضل مما أتصور)، وهكذا، هذه المحاورة الذاتية المعرفية مهمة جدّاً لأن تتحسن ثقتك في نفسك.
يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، وأنت قد تحسنت تحسناً كبيراً وملحوظاً حين كنت تتناول الفافرين Faverin، وهذا يدل أن هذا الدواء قد ناسبك كثيراً، وبفضل الله تعالى هو من الأدوية السليمة والأدوية الفعالة جدّاً، والجرعة التي كنت تتناولها هي جرعة وسطية أو أقل من الوسط يمكن أن نقول؛ لأن الجرعة الوسطية هي حتى مائتي مليجرام في اليوم، والجرعة القصوى هي حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم.
أنا لا أعتقد أنك في حاجة إلى الجرعة القصوى، ولكن الجرعة الوسطية سوف تكون هي الأفضل بالنسبة لك، وعليه فابدأ في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين – يفضل تناوله بعد الأكل لأنه في بعض الحالات قد يؤدي إلى سوء في الهضم في الأيام الأولى للعلاج ويختفي هذا العرض تماماً بمواصلة العلاج – ثم بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة شهر، وبعد ذلك أرى أنه سيكون من الأفضل أن ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً أو كجرعة في الصباح وجرعة في المساء، تناول مائة مليجرام في الصباح ومائة مليجرام ليلاً.
هذا إذا لم تسبب لك الجرعة الصباحية أو النهارية النعاس، أما إذا شعرت بنوع من النعاس فاجعل الجرعة كجرعة واحدة ليلاً، استمر على جرعة مائتي مليجرام في اليوم لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل خمسين مليجراماً كل ستة أشهر، وهذه هي الجرعة الوقائية الجيدة بالنسبة لك.
إذن سوف تمتد فترة العلاج لحوالي ثلاث سنوات أو أقل قليلاً، وهذه مدة معقولة وجيدة، وما دام الدواء مضمون السلامة - بإذن الله تعالى – وليس إدمانياً فلا تنزعج أبداً، ويُحمد لهذا الدواء أنه لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن ولا يؤثر على الأداء الجنسي.
بجانب الفافرين هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أود أن تتناوله أيضاً كدواء مساند ولفترة قصيرة، تناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
الفلوناكسول دواء أيضاً متميز وفعال لعلاج القلق النفسي، خاصة الأعراض الجسدية المتعلقة باضطرابات القولون وكذلك فقدان الشهية يتحسن كثيراً مع تناول هذا الدواء، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، ونحن متفائلين أنك -إن شاء الله- سوف تتحسن كثيراً وسوف تجد أن حياتك قد أصبحت طبيعية.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1322 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |