أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خجل وتعرق وتوتر وعدم ثقة بالنفس وأعراض جسدية أخرى كثيرة

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب غير متزوج، متفائل بوجود علاج لحالتي بإذن الله، أمتلك الكثير من الطموحات والمهارات والأمور الجيدة في حياتي ولله الحمد، ولكن أجد أن بعض المشاكل تشكل عائقاً بيني وبين مستقبلي، غير أنني أخشى من تضخم هذه المشاكل بشكل يصعب علاجها في المستقبل.

فحاولت كتابة مجمل ما يحدث معي وما أشعر به، بالإضافة إلى الأعراض التي قد لا تكون في ظاهرها نفسية بل عضوية، ولكن لإمكانية تشخيص الحالة بصورة جيدة.
فأرجو منكم وصف الدواء الآمن والمناسب لحالتي، والذي يخلو من الأعراض الجانبية.

الأعراض التي تحدث معي :
1- خجل:
- عند التحدث أمام الناس.
- عند البدء بتكوين علاقات مع الناس.
- عند الذهاب إلى أماكن فيها تجمعات، مثل: (المنتزهات، الندوات، الأسواق).

2- نعاس وخمول:
- قبل الذهاب إلى الأماكن التي تكثر فيها التجمعات.
- بعد أي جدال أو نقاش حاد مع أي شخص.

3- تعرق وعطش وأحياناً إغماء:
- عند شم رائحة الدم أو عند رؤية الدم تصيبني حالة إغماء وحالة عطش وتعرق شديدة بعد عدة دقائق من تعرضي للموقف، والحالة أشبه بكثير ما يحدث لشخص في الصحراء عندما لا يجد ماء.

4- خوف بسيط من بعض الحشرات والحيوانات الأليفة.

5- سرعة التوتر وازدياد ضربات القلب وكثرة التعرق واحمرار الأذنين:
- عند الذهاب إلى الأماكن التي تكثر فيها التجمعات.
- عند التحدث أمام مجموعة من الناس.
- عند الجدال أو النقاش مع أي شخص، تزداد بشكل كبير.
- عند حدوث أي مشكلة.

6- كثرة الحركة مع صعوبة في الاسترخاء والسكون بشكل عام.
7- قضم الأظفار وأكل الشفايف والضغط عليها وطقطقة الأصابع وخاصة عندما أتوتر.
8- كثرة التفكير طوال اليوم وخاصة قبل النوم.
9- صعوبة في الدخول إلى النوم مع كثرة التقلب، وأحياناً عندما أنام أشعر بصعوبة في الاستيقاظ.
10- كثرة السهو في الصلاة، وصعوبة التذكر ما إذا كنت على طهارة أو لا.
11- صعوبة في التركيز وتشتت الأفكار وكثرة السرحان:
- عندما أتحدث مع أي شخص أسرح كثيراً، وأطلب منه أحياناً إعادة ما قاله.
- عندما يصف لي شخص مكاناً معيناً، فبعد الانتهاء من الوصف أنسى جزءاً كبيراً منه.
- عندما يشرح المدرس مسألة لا أستطيع التركيز!
- عند الصلاة أتشتت كثيراً ولا أستطيع التركيز وأسرح بشكل ملحوظ.

12- صعوبة الحفظ والتذكر وكثرة النسيان وخاصة التي أسمعها.

13- حساسية بالجلد والعين.
- عندما أتناول بعض الأطعمة ( السمك، منتجات الألبان، الفراولة .... )
- عند مزاولة الرياضة.

14- شعور بألم في منطقة خلف شحمة الأذن بشكل دائم، وخاصة عند الكلام.
15- انسداد في الأنف.

16- تزعزع الثقة بالنفس.
- ثقتي بنفسي تزداد يوماً وتقل يوماً . فتزداد فترات بسيطة وأشعر وقتها بطاقة هائلة، ولكن سرعان ما تتراجع، وكأنها طاقة مؤقتة تبقى مدة يوم إلى يومين في الأسبوع تقريباً .
- أكره الذهاب بمفردي إلى أي مكان وأبحث عمن يرافقني.

17- صعوبة في بدء الحوار مع الناس وفي التفاعل معهم.

18- صعوبة في تركيب الجمل.
- فعندما أتكلم أتلعثم ولا أحسن صياغة وتركيب الجمل، وأنهي الكلام بسرعة، ولا أحسن مخارج الحروف، وصوتي منخفض غير واضح .

19- صعوبة في التبسم والضحك أحياناً، وخاصة فترة الصباح.
20- عبوس في الوجه بعد فترة بسيطة من الضحك.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 10 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك وثقتك في موقع إسلام ويب للاستشارات.

فقد أوضحت أعراضك بصورة مهذبة وواضحة جدّاً تمكننا - إن شاء الله تعالى – من التشخيص، والربط بين الأعراض النفسية والأعراض الجسدية مطلوب وهو يسهل كثيراً العملية التشخيصية.

كل الأعراض التي ذكرتها هي أعراض نفسية، وحتى الأعراض الجسدية المصاحبة تُفسر على نفس النهج النفسي، ونعرف أن الرابط بين الجسد والنفس هو رابط وثيق جدّاً.

أنت تعاني من قلق نفسي، وهذا القلق النفسي يسمى بقلق الخوف أو الرهاب الاجتماعي، بمعنى أن بعض المواقف الاجتماعية التي قد تتطلب مواجهة عادية أو مواجهة أشد يُثار فيها ما يعرف بالجهاز الثمبثاوي لدى الإنسان، وإثارة هذا الجهاز تؤدي إلى الكثير من الأعراض الجسدية، فالأعراض التي وردت في الفقرة ثلاثة من رسالتك هي من صميم هذه الأعراض، وكذلك ما ورد في الفقرة خمسة هو أيضاً دليل على نشاط هذا الجهاز مما يؤدي إلى سرعة التوتر وازدياد في ضربات القلب وتعرق واحمرار الأذنين والذي ينتج من سرعة تدفق الدم وليس أكثر من هذا.

والأعراض التي وردت في الفقرات ستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة وإحدى عشر واثنا عشر من عدم القدرة على الاسترخاء وقضم الأظافر وكثرة التفكير وتشتت الأفكار والسهو في الصلاة وعدم القدرة على متابعة موضوع ما وصعوبة الحفظ، هي كلها أعراض نفسية للقلق، وهذا يرجعنا أن نوضح لك أن الخوف الاجتماعي هو في الأصل نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

القلق النفسي والرهاب كثيراً ما يؤدي أيضاً إلى نوع من التعسر في المزاج، بمعنى أن الإنسان قد يجد صعوبة في الانشراح في المواقف التي تتطلب ذلك، ولكني أقول لك بفضل الله تعالى أنك لا تعاني من أي اكتئاب واضح.

الحمد لله تعالى فقد بدأت رسالتك بكلام طيب ومتفائل، فأنت متزوج وأنت أيضاً لك الثقة في الله تعالى أنك سوف تشفى، وهذا أمر ضروري وهام جدّاً؛ لأن إرادة التحسن – ونسميها بذلك – هي من العوامل والمتطلبات الهامة والمؤثرة جدّاً لأن يصل الإنسان إلى مرحلة الشفاء والعافية - إن شاء الله تعالى -.

وهناك بعض الناس لديهم مزاج مرضي، مزاج انهزامي، مزاج استسلامي، هؤلاء قطعاً يقللون من فرص علاجهم وشفائهم وانتفاعهم بالعلاج أيّاً كان نوعه، فالحمد لله أنت في جانب إيجابي جدّاً وهذا في حد ذاته يُشجع كثيراً. كما أن امتلاكك للطموحات والمهارات واستقرارك الأسري وأنك في وضع وظيفي جيد، هذه الحمد لله كلها مؤشرات إيجابية بأن حالتك بسيطة جدّاً.

قبل أن أوضح لك الدواء الذي تود أن تتناوله – وهذا أيضاً شيء جيد أنه لديك القبول لتقبل الدواء وتقبل العلاج – فقبل أن أشرع في الدواء أرى أن تتفهم حالتك، وهي أنها مجرد قلق نفسي وليس أكثر من ذلك، وهذا القلق هو قلق من نوع خاص نسميه بالقلق الاجتماعي، وأن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض (نفسوجسدية)، وأن الأعراض الجسدية لا تدل مطلقاً على وجود علة عضوية، هي ناتجة من التفاعل النفسي، فالنفس حين تتوتر يتوتر معها كثير من أعضاء الجسم وتنشط بعض الأجهزة خاصة الجهاز الثمبثاوي العصبي، وذلك ينتج من إفراز مواد كيميائية معينة.

ثانياً: ازرع الثقة في نفسك وفي مقدراتك، وحاول أن تحقر هذه الأعراض بمعنى ألا تركز عليها.

ثالثاً: عليك أن تقتحم وتواجه المواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح. المواجهة أو ما نسميه بـ (التعريض مع منع الاستجابة)، أي أن تعرض نفسك لمصدر قلقك وخوفك دون أن تنسحب من الموقف هو القانون الذهبي لعلاج المخاوف من الناحية السلوكية، وأنت لك القدرة - إن شاء الله تعالى – أن تعدل من سلوكك، فلا تتجنب مطلقاً المواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح، وما ينتابك من أعراض نفسية وجسدية في هذه المواقف هو ناتج من القلق، وفي بداية المواجهة سوف تحس بالقلق وسوف تحس أن معدله قد أصبح في ازدياد، ولكن باستمرارك وإصرارك على أن تظل في الموقف وتكمل المهمة سوف يجعل القلق يبدأ في النزول تدريجياً حتى ينتهي تماماً.

هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء هي مهمة وضرورية جدّاً لعلاج مثل الأعراض التي تعاني منها، وبفضل الله تعالى توجد في المملكة العربية السعودية في المكتبات الكثير من الكتيبات والأشرطة والسيديهات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، فعليك أن تقتني أحد هذه الوسائط التعليمية وتطبق ما ورد فيها حتى تكون مجيداً لتمارين الاسترخاء، وأنا واثق تماماً من قيمتها العلمية.

هنالك وسائل سلوكية أخرى جيدة:

(1) ممارسة الرياضة، فنحن نعتبرها علاجاً سلوكياً، خاصة الرياضة الجماعية تقلل من القلق وتقلل من التوتر وترفع من الكفاءة النفسية وتجعل الإنسان مرتاحاً ومسترخياً.

(2) المشاركة في الأعمال التطوعية والأعمال الشبابية في الجمعيات ذات النشاط المختلف، هذا كله علاج للقلق والتوتر النفسي ويرفع من الكفاءة النفسية.

(3) المشاركة في حلقات التلاوة والدروس والمحاضرات، فهذا يعطي الإنسان الشعور بالطمأنينة والشعور بالاسترخاء ويقلل - إن شاء الله تعالى – من توتره. فكن حريصاً على ذلك.

يبقى بعد ذلك أن أصف العلاج الدوائي، والحمد لله توجد عدة أدوية مفيدة جدّاً في علاج حالتك، منها عقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، وآخر يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وثالث يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، ورابع يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram).

هذه الأدوية كلها جيدة، أما فيما يخص بأنها آمنة فهي آمنة تماماً وأؤكد لك ذلك، لكن توجد أعراض جانبية بسيطة لأنه لا يوجد دواء لا يخلو من أعراض جانبية، حتى الأسبرين وحتى البنادول له أعراض وآثار جانبية، وهذه أمور نسبية، لكن المهم أن يكون الدواء لا يمثل عبئاً على الأعضاء الرئيسية في الجسم كالقلب والكلى والكبد – وهكذا - .

الدواء الذي سوف أصفه لك وقد ذكر من ضمن هذه الأدوية التي ذكرتها لك يعرف باسم زولفت/سيرترالين، هو من الأدوية السليمة والفعالة جدّاً، وليس له آثار جانبية غير أنه ربما يزيد في الوزن قليلاً في بداية العلاج، ولكن هذا يمكن التغلب عليه بالتحكم في الأكل وممارسة الرياضة، وعموماً بالاستمرارية في الدواء وجد أنه تلقائياً تختفي هذه الزيادة في الوزن، وهي لا تحدث في الأصل إلا في حالات قليلة وخاصة بالنسبة للذين لديهم الاستعداد للسمنة وزيادة الوزن وذلك نسبة لتاريخهم الأسري.

الزولفت أيضاً ربما يؤدي إلى تأخر القذف المنوي بشكل بسيط عند الرجال، لكنه لا يؤثر على الذكورة أو خصوبة الرجل أو قوته الجنسية، وحتى تأخر القذف يعتبر أمراً حميداً لبعض الأشخاص الذين يعانون من سرعة القذف.

أرجو أن تبدأ في تناول الزولفت بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل؛ لأنه في بعض الحالات النادرة ربما يؤدي إلى عسر في الهضم في الأيام الأولى إذا تناوله الإنسان على معدة فارغة من الطعام، فتناوله بعد الأكل وهذا هو الأفضل.

استمر على هذه الجرعة خمسين مليجراماً حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً (حبة واحدة) لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء جيد ومفيد، وعليك أن تتناوله بانتظام والتزام مع ضرورة تطبيق الإرشادات السابقة التي ذكرناها لك، فالعلاج السلوكي والعمل على تعديل السلوك وانتهاج منهج سلوكي جديد مع تناول الدواء هي الرزمة العلاجية الكاملة والتي تكمل بعضها البعض.

وهناك علاجات سلوكية يمكنك مراجعة من خلال هذه الاستشارات:
(259576 - 261344 - 263699 - 264538 - 267019 - 1193 - 226256 - 259955)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1322 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ