أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج نوبات القلق المتمثلة في عدم التركيز عند حدوث مشاكل مع الجيران

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد استشرتكم سابقاً، وقد أتممت العلاج بالفافرين في شهر ذي القعدة الفائت -ولله الحمد- وشعرت بالتقدم والتطور فسبحان الله العظيم والحمد له سبحانه.

وبعد التوقف عن أخذ الجرعات بيومين تقريباً أصابني نوع من الصداع وعدم التركيز، وأحياناً عدم اتزان أثناء المشي وكأنني سأسقط، وبعدها اختفت هذه الحالة، ثم حصل بيني وبين أحد الجيران انقطاع دون أسباب، وقد توجهت إليه أكثر من مرة لمعرفة السبب ولكنه لم يكن لديه إجابة محددة، فتصالحنا فترة وكنت حريصاً على علاقات الجوار، ولكنه فجأة انقطع ولم يعد حتى يسلم أو يرد السلام.

والمشكلة أنني لم أعد أحب مقابلته ولا سماع صوته، وأشعر بربكة من جراء ذلك، وإذا علمت بوجوده أثناء الصلاة أو أننا في طريق واحد للعودة إلى منازلنا وأنني قد أمر بجانبه يصيبني خفقان في القلب رغم أني لست جباناً ولا أخشى أحداً ولله الحمد، ولكني لا أحب المشاكل، وأحب المحافظة على علاقات الجوار الطيبة قدر المستطاع.

ولكن ما سر هذا الخفقان الذي يربكني أو الربكة التي تسبب هذا الخفقان، وقد حاولت عدة مرات تلافي هذا الشيء ولكني لم أتمكن من ذلك، فهل من سلوك معين أو علاج دوائي لمثل هذه الحالة؟ وهل حالتي عادية أم غريبة؟

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الظاهرة التي تواجهها من شعور بالخفقان الشديد وعدم الارتياح حين تمر بالقرب من منزل هذا الجار الذي بينك وبينه انقطاع يؤسف له، وهذا لا يدل أبداً أنك جبان أو أنك ضعيف الشخصية، ولكنه يدل على أنك حساس وأنك تريد دائماً أن تعيش على وفاق مع الآخرين، وهذه الحساسية في شخصيتك متمركزة حول التواصل الاجتماعي، وهذه صفة نبيلة - أي الحرص على أن تكون جيداً في تواصلك مع الآخرين -.

والحالة لا تعتبر حالة مرضية بالمقاييس النفسية الحقيقية، ولكنها ظاهرة تستحق أن نتوقف عندها، وأن نبحث عن وسائل معالجات لهذا الأمر، والذي أبدأ به هو أن أذكرك بحق الجار الذي يجب أن نصونه، وإن كان هذا الجار أخطأ في حقك كما تعتقد أو أنه انقطع عنك دون أسباب واضحة بالنسبة لك، فأرى أن تكون أنت صاحب المبادرة، مهما قام بصدك أو حتى التهرب من إعطائك إجابة شافية على سبب انقطاعه عنك، وبالصبر وبالإقدام عليه مرة أخرى بود ولطف وكياسة واحتساب للأجر سيعود كما كان.

فأرى أن تتصل به وليس من الضروري أن تبحث عن الأسباب التي جعلته ينقطع عنك، ولكن حاول أن تذكره أنك جارٌ وللجار حقوق، وعندها تكون أوفيت بواجبك الشرعي وفي نفس الوقت ذكرته بواجبه الشرعي أيضاً، والإنسان الذي ينتهج مثل هذا المنهج - أي أنه يريد أن يذكر الناس بواجباتهم خاصة الشرعية - فلن يستطيع الطرف الآخر صده، وحتى إن قام بصدك فعليك أن تحتسب وتحاول منهجاً آخر، دع شخصاً ثالث يتدخل في هذا الأمر كإمام المسجد على سبيل المثال، أو أياً من الجيران الآخرين الذي يكون أهلاً للثقة بالنسبة للطرفين.

ولا تعتقد أن هذا نوع من التنازل منك، هذا إقدام وهذا فضل وهذا احتساب للأجر، فأنصحك أن لا تبني كراهية حيال هذا الجار، ولا أوافقك في أنك لا تريد أن تراه أو تتحدث معه، وأرجو أن تعذرني في ذلك لأني أرى أن الخصومة ليست شيئاً طيباً وليست أمراً طيباً، فحاول أن تصلح ما بينك وبينه، ولا تستعجل النتائج.

يأتي بعد ذلك موضوع هذه الضربات وهذا الخفقان الذي يأتيك، فكما ذكرت لك هو نوع من القلق الذي نتج من إحساسك بأن أمراً مجهولاً وأنت لا ذنب لك فيه، وهذا الأمر جعلك تعيش في حيرة من أمرك، لماذا هذا الجار قد انقطع عني؟ ما الخطأ الذي ارتكبته حياله؟ ما هو وجه التقصير من جانبي؟ هذا جعلك تحس بهذا القلق، وهذا مرتبط بالشرط المكاني والزماني، بمعنى أنت حين تكون قريباً جغرافياً من هذا الجار يتولد لديك الشعور الداخلي بالحسرة والقلق والتوتر حيال ما جرى، وليس هذا دليلاً على الخوف أبداً، وإصلاح الأمر هو الذي يؤدي إلى الحل الأبدي لهذا الموضوع.

وبعد ذلك أعتقد أنه سوف يكون من مصلحتك أن ترجع إلى تناول (الفافرين Faverin)، فأنت حساس ولديك القابلية والاستعداد للقلق وللتوتر، ويظهر أن تحملك للصدمات الاجتماعية والتوترات التي ربما تعترض الإنسان في أي لحظة يظهر أن تحملك لهذه المواقف ليس بالقوة والتواؤم والتكيف الذي يجعلك لا تكون عرضة لنوبات القلق أو التوتر أو حتى الهرع.

فالفافرين دواء جيد، وأنصحك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم استمر على جرعة خمسين مليجراماً مرة أخرى يومياً لمدة ستة أشهر كجرعة وقائية، وأنت لديك تجربة إيجابية مع هذا الدواء لذا أنا أتوقع أنك -إن شاء الله- سوف تجني ثماره العلاجية والتي أتمنى أن تعود عليك بالنفع في هذه المرة أيضاً.

وأطلب منك أن تكون أكثر تسامحاً حيال هذا الجار، وإن شاء الله تعالى ينتهي الأمر بالإصلاح فيما بينكما، وهذا إن شاء الله سوف يعود إيجاباً على صحتك النفسية، ولك الأجر بإذن الله على ذلك.

بقي أن أضيف شيئاً بسيطاً وهو أن حالة عدم الاتزان أثناء المشي التي أصابتك بعد انقطاع الفافرين ربما تكون هي أعراض انسحابية بسيطة، بالرغم من أن الفافرين ليس معروفاً عنه أنه يؤدي إلى آثار انسحابية بكثرة.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود إلى حياتي الطبيعية وأتخلص من الهلع؟ 1641 الأحد 16-08-2020 02:03 صـ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8728 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1150 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1704 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ