أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تكرار حالة الخوف من الموت .. الأسباب والعلاج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أصابتني حالة من الخوف القوي من الموت منذ ثلاث سنوات، وذلك قبل سفري إلى لبنان للعطلة، وعند سفري كنت أجلس منتظرة أن يحصل شيء مخيف وكأني في حالة توقع لحدوث كارثة، واستمر هذا الحال ثلاثة أشهر ثم زالت الحالة - بعون الله - دون اللجوء لأي علاج، وإنما أخذت دواء (Lexotanil) لمدة عشرة أيام.

وها هي الحالة تعود أيضاً قبل سفري، وقد أعطاني الدكتور دواء (Cipralix) حبة قبل النوم، وأتناوله منذ عشرة أيام، وقد زال الخوف قليلاً ولكني ما زلت في حالة قلق وتشنج في كل جسدي، فهل يجب أن أزيد جرعة الدواء؟ وهل سيحدث تحسن؟!

علماً بأني أشعر بعدم السعادة، وليس عندي حماس لأي شيء، وتصيبني دوخة من الدواء وخمول واكتئاب، وأريد أن أعي ما يحصل من حولي، وفي بعض الأحيان أشعر أني أريد أن أستسلم وأن يضعوني في مصحة نفسية، وأعاني من أوجاع في المعدة ومن مرض الوسواس القهري المرضي.

فأرشدوني وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النوبة التي أصابتك قبل ثلاث سنوات هي نوبة هرع أو هلع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد، ويعطي الإنسان شعورا بدنو المنية أو أنه سوف يفقد السيطرة على نفسه وعلى تصرفاته أو أنه سوف يفقد عقله، والحالة انتهت تلقائياً وقد أفادك أيضاً عقار (لكسوتنيل Lexotanil)؛ لأنه من الأدوية المضادة للقلق، وقد عاودتك الحالة بنفس وضعها السابق مع وجود مزاج اكتئابي، وهذا الاكتئاب هو ثانوي نسبة لحالة الهلع والهرع التي أصابتك، وأنت قد ذكرت أيضاً أن لديك مخاوف مرضية ذات طابع وسواسي.

والذي أؤكده لك أن هذه نوبات هلع وهرع، وهي مفزعة ومخيفة ولكنها ليست خطيرة، وكما ذكرت لك دائماً أكثر ما يخيف الناس في هذه الأعراض أنها تعطي الشعور بفقدان السيطرة، أي أن الإنسان لا يستطيع أن يتحكم في نفسه أمام الآخرين أو أنه سوف يفقد عقله، والبعض يشعر بحتمية الموت في نفس اللحظة.

هذه أعراض نفسية بحتة وهي إحساس ومشاعر مبالغ فيها، ونعرف تماماً أنه لا علاقة بين نوبات الهلع والهرع والأمراض العقلية، بمعنى أن الإنسان لن يفقد عقله ولن يفقد السيطرة على نفسه، وأما بالنسبة للموت فالموت حق ويمكن أن يحدث في أي لحظة، ولكن في هذه الحالة الشعور هو شعور نفسي وليس شعورا حقيقيا، فأرجو أن تطمئني.

ومن أفضل طرق العلاج هي أن تتفهمي هذا الشرح الذي ذكرته لك، وعليك بممارسة تمارين الاسترخاء، فهناك عدة أنواع من التمارين، هناك تمارين التنفس المتدرج، تمارين شد العضلات وانبساطها، فأرجو أن تتحصلي على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين أو الاستعانة بأخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على هذه التمارين.

والأبحاث تدل أن عقار سبراليكس Cipralex هو أفضل دواء لعلاج هذه الحالة، ولكن هناك شروط وضوابط معينة يجب اتباعها حتى يتحصل الإنسان على الفائدة القصوى لهذا الدواء، حيث تبدأ الجرعة بخمسة مليجرام (نصف حبة) من الجرعة المكونة من عشرة مليجرام، والبعض يبدأ بتناول عشرة مليجرام مباشرة ولا بأس في ذلك، ولكن لأن بعض الناس يستشعرون الأعراض الجانبية للدواء بصورة مبالغ فيها، بالرغم من أن هذا الدواء من أفضل الأدوية وأسلم الأدوية وأقل الأدوية آثاراً جانبية، ولكن البعض قد يشتكي من شيء من الدوخة أو الخمول كما حدث لك.

إذن نقول أن جرعة البداية في مثل هذه الحالات هي خمسة مليجرام (نصف حبة) ليلاً – من فئة عشرة مليجرام – ويستمر عليها الإنسان لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام (حبة كاملة) ليلاً حاولي الساعة الثامنة مساءً يتم تناولها، ويفضل تناولها بعد الأكل. تستمرين على جرعة العشرة مليجرام لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً – وهذه هي الجرعة العلاجية وهذا هو الأمر الضروري – ليلاً يومياً لمدة ستة أشهر على الأقل.

هذه الجرعة العلاجية يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بها، وبعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى - وهذه هي الجرعة الوقائية - ثم تخفض بعد ذلك إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله.

فإذن السبراليكس هو الدواء الصحيح، وهذه الأعراض الجانبية التي تعانين منها سوف تختفي تماماً، فهي تظهر في بدايات العلاج، وأؤكد لك أن هذا الدواء سوف يفيدك في علاج هذه النوبات وكذلك في علاج الوساوس المرضية وعلاج الاكتئاب أو عسر المزاج الذي أصابك، وأوجاع وآلام المعدة التي لديك غالباً ما تكون ثانوية لحالة القلق وسوف يفيدك هذا الدواء في علاجها، وكذلك تمارين الاسترخاء.

وهناك عقار آخر نعتبره مدعماً لفعالية السبراليكس، هذا العقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، إذا استطعت الحصول عليه فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة صباحاً - والحبة قوتها نصف مليجرام - يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

والفلوناكسول هو علاج مساعد والسبرالكس هو العلاج الرئيسي، وأرجو أن تطمئني تماماً أن حالتك يمكن التحكم فيها، وذلك باتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء، ولا توجد أي حاجة لئن تدخلي إلى مصحة نفسية، أرجو أن تتذكري الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتك، هذا يساعدك كثيراً على التخلص من الأفكار التشاؤمية والاكتئابية، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج الخوف من الموت سلوكياً في الاستشارات التالية: (259342-264181-265858-230225-266237)، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1031 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2081 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1541 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ