أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
فإن حالات نتف الشعر هذه غالباً تكون ناتجة من القلق النفسي البسيط، وقد اعتبرها البعض أنها أحد أفعال الوساوس القهرية، ويجب أن تعالج على هذا الأساس.

بالنسبة لألم الرأس فيمكن أن تكون له عدة أسباب، فلابد من التأكد من النظر ومن الجيوب الأنفية ومن الأذنين ومن الأسنان، فهذه كلها يمكن أن تكون مصادر لألم الرأس، وأنت قد قمت بعمل الأشعة وكانت الحمد لله سليمة وهذا أمر مشجع، ولكن وددت أن ألفت انتباهك لضرورة التأكد من الأسنان والجيوب الأنفية والأذنين.

حقيقة القلق أيضاً قد يؤدي إلى ألم في الرأس؛ لأن الألم يؤدي إلى انقباض عضلي، ويعرف أن عضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة جدّاً وانقباضها قد يؤدي إلى ظهور الألم.

أنت الآن ظهرت لك حبيبات وفراغات من شدة نتف الشعر، وهذه في حد ذاتها أيضاً ربما تؤدي إلى زيادة هذا الألم، فسوف يكون أيضاً من المعقول أن تعرضي الأمر على طبيب الأمراض الجلدية حتى يقوم بإعطائك علاجاً موضعيا مناسباً لهذه الحبوب وهذه الفراغات.

ومن جانبنا أقول لك: يجب أن تتوقفي عن نتف الشعر، وذلك بأن تحللي هذا الأمر تحليلاً نفسياً داخلياً وذاتياً، تقولي لنفسك: (لماذا أنا أقوم بهذا؟ فهذا أمر ينقصني وهذا أمر يشوه رأسي وشعري)، قومي بهذه المخاطبات الداخلية الذاتية مع نفسك بكل جدية.

ويمكنك أيضاً أن تقومي بأفعال مخالفة لنتف الشعر، فحين يأتيك الشعور بأنك تريدين أن تنتفي الشعر، قومي بعمل أي فعل آخر، فعلى سبيل المثال: اقبضي يديك مع بعضهما البعض، أو اشبكي أصابع اليدين بدل أن تنتفي الشعر، انزعي يدك من رأسك قبل أن تنتفي الشعر، ثم بعد ذلك شبكي أصابع اليدين مع بعضهما البعض وقومي بالضغط والشد عليهما بقوة.

كرري هذا عدة مرات فهذه كلها نوع من العلاجات والأفعال السلوكية التي تصرف انتباه الإنسان عن الفعل الوسواسي الذي يردده.

يوجد - الحمد لله - أيضاً دواء ممتاز جدّاً وإن شاء الله سوف يساعدك في التخلص من هذه الحالة وكذلك من ألم الرأس إذا كان الألم ناتجاً من ألم الرأس، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويسمى علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الممتازة وهو عقار سليم وغير إدماني ويساعد كثيراً في مثل هذه الحالات.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.