أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الخاطر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالفافرين والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) من الأدوية الجيدة، وهو دواء سليم بصفة عامة، لكن قطعًا كل دواء قد تكون له تفاعلات سلبية مع أدوية أخرى.

فالفافرين يتم استقلابه وتمثيله أيضيًا (أيضي) في الكبد، وذلك من خلال أنزيم يعرف باسم (سيتوكروم 2D6)، وهذا الأنزيم (حقيقة) مهم - كما ذكرت لك – لك لإكمال عمليات تصفية هذا الدواء في الكبد، ومن ثم في الدم ليتم الاستفادة منه.

وفي بعض الأحيان ومن خلال هذا الأنزيم قد تحدث تفاعلات مع الفافرين مع أدوية أخرى، لكنها قليلة جدًّا، وأنا أؤكد لك أن حبوب الـ (فوليك أسيد) ليست من هذه الأدوية التي يؤثر عليها الفافرين مطلقًا.

الدواء الذي نكون حريصين على عدم تناوله في وجود الفافرين هو عقار (وارفارين) والذي يستعمل من أجل منع التجلط الدموي، فأرجو أن تطمئن أن الفافرين سليم وسليم جدًّا إذا استعملته مع (فوليك أسيد).

بالنسبة لتأثيرات الفافرين على المعدة: الفافرين قد يؤدي إلى شعور بعسر في الهضم، وقد يسبب تقلصات بسيطة جدًّا في المعدة وتجمع أحماض، هذه في الأيام الأولى للعلاج، وهذا الأثر الجانبي - أيها الفاضل الكريم – لا يظهر إذا تم تناول الفافرين بجرعة صغيرة وبعد الأكل، وبفضل الله تعالى الآن توجد حبوب من الفافرين مغلفة بصورة ممتازة جدًّا، وهذا يُقلل تمامًا من الأثر الجانبي الذي تحدثنا عنه، وقد سألت الكثير من الأخوة المرضى الذين بدأناهم على هذا العلاج، وقالوا أنهم لم يشعروا بأي شيء بعد أن استعملوا هذا المستحضر المغلف، وفي ذات الوقت تناولوا العلاج ليلاً، وبعد الأكل، وبدأوا بجرعات صغيرة.

فمن هذه الناحية الموضوع محلول تمامًا، أما أثر الفافرين على الدماغ على المدى القريب والبعيد، فهو أثر إيجابي، ولا شك في ذلك، لأن الفافرين يعمل على تنظيم المواد الداخلية في الدماغ، والتي تعرف باسم (المستقبلات (الموصلات العصبية)، وعلى رأسها مادة السيروتونين التي يعتقد أنها هي التي تلعب دورًا أساسيًا في كثير من الأمراض النفسية من حيث السببية، وإن كان هنالك تخوف من الفافرين على أنه يضر بالدماغ مثل حدوث ضمور في الدماغ أو شيء من هذا القبيل، هذا لا يحدث أبدًا، فأنا أؤكد لك سلامة هذا الدواء على المدى القريب والمدى البعيد، فقط يجب أن تكون الجرعة صحيحة، وأن تكون منتظمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.